المشهد اليمني
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:23 مـ 13 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
انقلابات عسكرية وشيكة وفرض واقع جديد في عدن ومارب وحضرموت وتعز!.. محلل سياسي يدق ناقوس الخطر سعودية تتوج بلقب ملكة جمال دبي 2024 .. شاهد من تكون؟ أبوراس يحذر من تقسيم اليمن: مليشيات الحوثي ترسخ مسار التقسيم مشاهدة مباراة الاهلي وبرسبوليس رابط بث مباشر وبدون تقطع ابطال اسيا للنخبه بعد العثور على جثة طفل.. إب تشهد مسلسلًا من الوفيات الغامضة داخل السيارات! وساطة قوية لإنقاذ رقبة سمية العاضي من الإعدام أول تحرك عسكري أمريكي إسرائيلي مشترك ضد الحوثيين بعد الهجوم بالصاروخ الباليستي على تل أبيب عاجل: مهمة الاتحاد الأوربي بالبحر الأحمر تعلن نجاح سحب السفينة اليونانية ”سونيون” دون أي تسرب نفطي عبر البث المباشر.. مشاهدة مباراة الأهلي السعودي أمام برسبوليس الإيراني بجودة HD بدون تقطيع اليابان تضع لمساتها في اليمن: مشروع ضخم يعيد الحياة ! شاهد: السعودية تعلن العمل لبناء أول محطة لإنتاج الطاقة النووية في المملكة طارق صالح في عدن يلتقي عيدروس الزبيدي ووفد من المجلس الانتقالي.. والإعلان عن تحرك مشترك مهم

استشهاد أحد رموز ميلاد الجمهورية اليمنية الجديدة ليس حدثًا عاديًّا

محمد دبوان المياحي
محمد دبوان المياحي

سيتذكر اليمنيون هذا القدم المضرج بالدماء طويلًا، تلك العروق البارزة على ساعدي البطل، سيتذكرون أصابعك المرفوعة يا عبدالرب، وهي تؤشر للبعيد، للحلم المنتظر، ترمز للشموخ الجريح، للكبرياء المعمدة بالدم، سيتذكرونها وينصبون لها التماثيل وتغدو رمزية ملهمة للإجيال.
لم يكن الشدادي جنرال شجاع فحسب، يسعى لتحرير الأرض، لقد كان ضابطًا يرفض استلاب الأرض والقرار معًا، كان يتقدم ليطهر جبال صرواح أولًا ويحرر الحرب من وصاية الحلفاء ثانيًا، كان يُقدم درسًا للخصم والحليف معًا، يقول للخصم : هذا دمي قربانًا للجمهورية ويقول للحليف: الحرية واحدة ولا يمكننا مقايضة حلفنا بعبودية ثانية للحليف.
موت الأبطال ليس حدثًا عاديًّا وتمجيدهم بعد مماتهم ليس احتفاء بفناءهم؛ بل تنشيط للمعاني الخالدة التي وهبوها حياتهم، فالشهيد لم يفقد روحه في حادث سيارة عابر، أو على سرير مستشفى آمن، هو أسلم روحه في خندق حر، كان يقاتل الموت الجاثم على صدورنا جميعًا، كان ينازل ألف سنة_ أو أكثر_ من الكابوس السلالي العابث بحياة اليمنيين.
بهذا المعنى، يكون الشهيد الشدادي، أحد رموز الميلاد للجمهورية الجديدة، فلم يكن الضابط ملك نفسه فقط، لقد كان مملوكًا لحقيقة أكبر، حقيقة أخلاقية ما كان لها أن تصمد، إن لم يفتديها أصحابها بالدم، وإن موت البطل هو إعلان ميلاد للحياة التي ناضل من أجلها، للجمهورية التي أسسها بدمه وغادر منتصب القلب والحلم معًا.
نحتفي بك يا أبانا الشهيد؛ كي تشتد أرواحنا بعدك، نستعيد ذكراك، لنرمم فجوة رحيلك، تتضخم صورتك داخلنا كلما فصلتنا المسافة الزمنية عنك، لكأنك تولد في كل عام ألف مرة وتتناسل في حياة اليمنيين إلى مالانهاية.
كنت بالأمس حاضر معنا بشخصك، تعيش جوار ثلة من جنودك ، وصرت اليوم روحًا عائمة تسري في عروق اليمنيين جميعًا، ويومًا فيوم تغدو قيمة عابرة للزمن، سردية للبطولة، معنى يفيض من كل الجهان ويلهمنا الثبات والحماسة لمواصلة الدرب.
يومـا ما ستصبح هذه الساق الجريحة شاهدة على بطولة اليمني الذي لا يقهر. أصابع الشدادي وهي تشهد أن الجمهورية حق وأن الغد المأمول سيأتي على أكتاف الرجال وسيقانهم المهشمة.
#مؤسس_الجمهورية_الثانية