”المومري” ظاهرة إجتماعية يمنية
يمني يبث مقاطع مصورة له على قناته في اليوتيوب ويقدم مِن خلالها تعليقاته حول الاحداث او الشخصيات المحلية والاقليمية والدولية.
يتحدث بلغة انفعالية وعادة يظهر وهو يمضغ القات ويتعمد افتعال حركات غضب او تذمر تزيد عن شخصية اليمني الاعتيادية لكنه كما اليمنيين يميل الى الطرفه والانفعال ويتكىء ويعبث بقاته.
دعى هذا الشاب الناس الى حفل عرسه فالتم عدد غفير اكثر مِن قدرة الاحزاب السياسية العريقة على الحشد.
هناك تعليقات جارحة له وهناك تعبير نخبوي عن صدمة مِن شعبيته رغم رثاثة خطابه وملابسه كما يظهر في القناة.
والحقيقية كما اراها ان المومري ظاهرة اجتماعية اعتيادية جدا. اذ للشعوب مزاج يصعب تقنينه خارج المؤسسات. والشعب اليمني عموما يحب التجمهر والاحتشاد لسبب او لغير سبب.
والحياة الاجتماعية في صنعاء وربما في مدن اخرى كثيرة ولكن في صنعاء تحديدا صارت مؤطرة على غير مزاج الناس وربما لا ابالغ ان قلت ان الناس خرجت بهذه الاعداد لانها صارت اقرب الى التحشيد دون مبالاة وكذلك للتعبير دون وعي عن عدم انتماء سياسي.
والاعراس في اليمن بقدر ما تفصل بين الجنسين بصرامه الا انها مناسبه للتقارب والتزاحم والاحساس بالتلاحم الاجتماعي خوفا مِن مجهول او استعدادا بالجموع.
الحرب فرقت الناس وانهكت المؤسسات الهشة، وما لا ينبغي نكرانه هو ان هذا الشخص لا يزود الشعب برأي سياسي او فلسفي اكاديمي ولكن يقدم تسلية... تسلية لا نتفق معها في شكلها او مضمونها لكنها تجد رواجا،بالمناسبة لدى كل الشعوب ميل الى التسلية المبتذلة وهذا سر مستغلق علي واقولها بتواضع كبير، ولا ينبغي تسفيه هذه الظاهرة واطلاق صفات مهينة لشعب باكمله.
تعجبت مِن ردود الافعال وان كنت غير قادر حقا على فهم الظاهرة علميا، لكني استرشد بـ سطور وجدتها في كتاب عبد الله البردوني عن الثقافة الشعبية اضع صورته اليكم