قلوبكم مع مارب ..لكن أين سيوفكم؟!
قبل عام في مثل هذا التوقيت قال أحد الحوثيين متبخترا أمام حشد من المضحوك عليهم: سنصوم شهر رمضان في مارب، فذهب نحو مأرب ولم تغب شمس يومه إلا وهو على ظهر طقم على شكل أسير مكسور الجناح يستجدي الشفقة..
وبالتوقيت نفسه، فاق قيادي حوثي من سباته وبدون وعي دعا محافظ مأرب إلى تسليم نفسه، ومع أول معركة وقع المنادي في قبضة الجيش الوطني أسيرا يستجدي العفو من مارب..
هذا القول قاله آخرون من قبل، وتكرر منذ سبع سنوات مضت، لكنهم لا يعتبرون، وكلما فكرت المليشيات بغزو مارب زجت بهم في محارق الموت والبأس.
تقاتل مأرب بمن على ظهرها وتواجه مليشيات مفخخة المعتقد، ملغومة الفكر، وقطيعا من أبناء القبائل تم حشوهم بالوهم وأُطلقوا نحو مارب، معركة مستمرة منذ 7 سنوات تقف مأرب وحيدة وهذا ثمن الكرامة والعزة وليس خسارة..لكن ما يؤلم هو هذا التمييع للقضية اليمنية، والتقزيم الممنهج لمشروع استعادة الدولة الذي أصبح مسئولية الأفراد المقاتلين في حدود مارب.
ستكون لعنة التاريخ في وجه المتخاذلين والمتفرجين ومن عطلوا الجبهات الأخرى التي تضم أعدادا كبيرة، ففي جبهات الحدود 35 لواء عسكري.
وفي السواحل الغربية بتعز والحديدة قوات العميد طارق التي تقدر ب 11لواء قوامها 32 ألف فرد.فيما قوات العمالقة 12 لواء (22 ألف فرد).فضلا عن قوات المقاومة التهامية التي تصل إلى 4ألوية (7 آلاف فرد). وكذا جبهات لودر ومكيراس.
جيوش ضخمة تمتلك دبابات وراجمات صواريخ ومدرعات وأسلحة حديثة.لا شيء يمنعها من فتح جبهات جديدة أو القيام بدورها الذي تزعم أنها في مهمة التحرير وطي صفحة الانقلاب..
يا هؤلاء، اغسلوا هذا العار، فما يجري في مارب هي معركة الجمهورية، ومن غير المنطقي أن يظل اليمنيون مجرد جمهور يتابع مجريات المعارك في مارب..
أين دور الدبلوماسيين والحقوقيين والناشطين والمنظمات والجاليات اليمنية في الخارج؟!
قفوا مع أنفسكم ومع أجيالكم، أما مارب فإن على ظهرها جيشا وطنيا يقف في مواجهة المشروع الحوثي، ومن خلف هذا الجيش العظيم مقاوم حر لم يبع وطنه، ومشرد لم ينس ثأره، ومظلوم ينتظر لحظة لقاء خصمه.