المشهد اليمني
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:24 مـ 13 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
انقلابات عسكرية وشيكة وفرض واقع جديد في عدن ومارب وحضرموت وتعز!.. محلل سياسي يدق ناقوس الخطر سعودية تتوج بلقب ملكة جمال دبي 2024 .. شاهد من تكون؟ أبوراس يحذر من تقسيم اليمن: مليشيات الحوثي ترسخ مسار التقسيم مشاهدة مباراة الاهلي وبرسبوليس رابط بث مباشر وبدون تقطع ابطال اسيا للنخبه بعد العثور على جثة طفل.. إب تشهد مسلسلًا من الوفيات الغامضة داخل السيارات! وساطة قوية لإنقاذ رقبة سمية العاضي من الإعدام أول تحرك عسكري أمريكي إسرائيلي مشترك ضد الحوثيين بعد الهجوم بالصاروخ الباليستي على تل أبيب عاجل: مهمة الاتحاد الأوربي بالبحر الأحمر تعلن نجاح سحب السفينة اليونانية ”سونيون” دون أي تسرب نفطي عبر البث المباشر.. مشاهدة مباراة الأهلي السعودي أمام برسبوليس الإيراني بجودة HD بدون تقطيع اليابان تضع لمساتها في اليمن: مشروع ضخم يعيد الحياة ! شاهد: السعودية تعلن العمل لبناء أول محطة لإنتاج الطاقة النووية في المملكة طارق صالح في عدن يلتقي عيدروس الزبيدي ووفد من المجلس الانتقالي.. والإعلان عن تحرك مشترك مهم

سبب هام و محوري يدركه أبطال اليمن في الجبهات!

حسين الصوفي
حسين الصوفي

هي آثار الحرب، الحروب تخلف الكثير من الفوضى والخفة والفراغات الذهنية والعاطفية.
الحروب تنتج فوضى وتخلف دمارا ماديا ومعنويا أكبر منه بكثير، هناك من اضطرب نفسيا وفقد عقله، كثيرون هم الذين غابوا عن الوعي ويحتاجون إلى الرعاية النفسية المكثفة.
هؤلاء ضحايا غير مرئيون للحرب اللعينة، ولا يؤذون أحدا، غير أنها الحرب تترك دمارا ماديا وآخر معنويا أكبر منه!
ومن دمارها المعنوي أن البعض يفقد الكثير من المنطق، هو جنون مغلف، قد تجد أحدهم ينادي بالجمهورية، يدافع عنها فيسيا وتويتريا، يحتشد لهاشتاقات حامية الوطيس، ثم ينام وقبل أن ينام ينظر الى الترند من أعلى الشاشة ويقول في نفسه: أنا حارس حقي الجمهورية، أنا المالك الحصري لهذه الفكرة، أنا ربها الأعلى!.
هي آثار الحرب اللعينة، تترك دمارا ماديا وآخر نفسيا أخطر منه!.
سيخرج آخر يستهين بمئات الآلاف من الأبطال، وسيحتقر تضحياتهم، ويتهمهم بأنهم لا يفقهون كيف يدافعون عن بلادهم لأن ثقافتهم ليست بالمستوى الذي يريد هو!.
وسيقاتل الأبطال ويرفعون أحد زملائهم الذي سقى الأرض بدمائه الطاهرة ويقبلون جبينه، ثم يستمرون في خوض غمار المعارك، بينما سيظن البعض أنهم يجب أن يستمعوا له، وهم لا وقت لديهم للهراء السخيف والسفسطة الهزيلة.
لقد بلغوا ذروة المجد، جاء أحدهم يريد أن يحدثهم عن فضل الجهاد وأجر الذين يدافعون عن الاوطان، تبادلوا النظرات ثم هتفوا جميعا بزامل كان الشهيد محمد مشوح قد حفظهم إياه، قاطعوا ذلك الشيخ، فأخذ نفسه وقام ينفض الغبار الذي علق بثوبه وقد بدا عليه حرج كبير، قال له أحد الأبطال: يا شيخ بيننا وبين الموت مسافة أسرع من الصوت، ولو كنا لم نقتنع بما قلت لما وجدتنا هنا نبذل دمائنا رخيصة في سبيل الله والوطن!
هل جربت أن يقتل أخاك بجوارك وتظل متمسك برشاشك تذود عن البلاد حتى الصباح، ثم لا تستطيع أن تبكي عليه او حتى تقبله، أو تودعه وتصلي عليه، لأنك في مهمة أعظم من ذلك، هي المهمة التي قتل صاحبك من أجلها؟!
هل جربت ذلك وانت تنفض غبارا علق بثوبك، ثم تأتي تحدثني عن الحرص على الدفاع عن الوطن وأجر المجاهدين؟!
هي الحرب اللعينة تترك دمارا معنويا وذهنيا ونفسيا وفوضى!
فوضى تجعل المهشتقون يقضون أوقاتا طويلة يريدون أن يقنعون المقاتلين أن يكونوا أقيالا!!
لولا أنهم مشغولين بالحرب ولا وقت لديهم للهراء، ولا السفسطة، لارتفعت أصواتهم بزامل محمد مشوح، الشهيد العظيم الذي ترك تاريخا بطوليا اسطوريا يعجز خمسون ألف من ذوي السفسطة الهرائية أن يقدموا الجمهورية كما قدمها في شطر واحد من زوامله!
هي الحرب اللعينة تترك دمارا نفسيا هائلا!
دمارا نفسيا تجعل أحدهم من اقصى مدن الغرب أو الشرق أو شمال أفريقيا يتهم الشهداء بأنهم عنصريون!
تخيل أن تجد من يلومنا لماذا لا نغير بروفلاياتنا بصورة الشهيد فلان أو علان، وستجد من يستمر في التشكيك بمواقف الشهيد فلان حتى وقد لقي ربه وبذل دمه، و أما السفسطائيون فلا يمكنهم أن يمنحوك صفة مناضل إلا بعد أن تموت!!
هي الحرب اللعينة إذن!
وهذا سبب مهم ومحوري يدركه الأبطال في الجبهات، يقاتلون من أجل استعادة الدولة والنظام الجمهوري، ومن أجل أن تنتهي الحرب حتى لا تفقدوا المزيد من قواكم العقلية والذهنية!.
يقاتلون من أجل عافية الوطن وعودتكم إلى رشدكم يرحمكم الله .