كم أحسد عبدربه هادي
منسجم مع وجوده وعلى قلبه طل الرضى عن الذات ناهيك عن أنني اتصوره الآن يبتسم للنعمة كأي رجل خلص لكونه الأكثر حظا في العالم .
إنه الناجي الوحيد والمسترخي العالمي والكاسر الماراثوني لفكرة الثقل ولقد تبطل كاهله ونسي حتى كيف ينوء ، ولو على سبيل استعادة وظائف الجسد من قبيل المران .
هذا الرجل هو المحتال الأوحد والجدير بالدهشة الكونية وهو يخاتل فكرة عناء وسأم الأيام الأخيرة
أيام عبد ربه الأولى مثل الأخيرة ، لاحظ إيماءات المحظوظ من ملامحه في صورة التقطت له أثناء التخرج في لندن ، ويمكنك تصور طفولته على هذا النحو وفي ذات المزاج وهو يغبط نفسه على كونه موجودا .
إنه الناسك في صخب السياسة والمستكين الهادئ في الحرب والمنسجم مع ذاته أثناء تمزق وطن .
الرئيس الذي يتسائل بينه وبين نفسه عن سوء طباع شعب لا يدري نعمة كونه رئيسه ، مثل وجود مفارق لحياة قبيلة انتخبته زعيما وفرغ رجالها فيما بعد لمطالبته بأشياء غير منطقية ولا يتوقفون عن محاولة إزعاجه دون أن يسألون أنفسهم ولو مرة واحدة : ألم تكن زعامته لنا هي كل ماعليه القيام به ؟ صامتا وفي حالة مناجاة مع قوى كونية أعلى من ترهاتهم اليومية .
رجل تمكن من مراكمة خبرة مع المباغتات والصخب والمخاطر ، وخلص لحكمة " دع الأشياء التي ينبغي عليها أن تحدث لتحدث " وانتهى للقدرة على ترويض الأدرينالين .
يحيا بمزاج سائح من الدرجة الأولى ويبتسم متفهما أن الحسد طبع إنساني ، وأن الضغينة حصر على من تبقوا من مجموعة صراع يناير وهم من لحج غالبا ، هكذا يفسر الأمور .
لديه كفايته من أغاني فيصل علوي وسراويل السباحة وطمأنينة كهل فاز باليانصيب الكبير وفرغ للتمتع والاستجمام .
انتخابنا له هو ورقة اليانصيب الرابحة تلك ، ولقد امتلك مايكفي من الحكمة للنأي بنصيبه من هبة الأقدار بعيدا عن طاولة قمار الحرب والسياسة والتحالفات وعويل الحاسدين وضغينة يناير .
إنه الأصلح لزعامة الصين بعد أن تنهار اقتصاديا وتنهض نزعاتها الطائفية والمناطقية وتتحول لجماعات وتخوض مقاطعاتها حروبا على حقول الأرز ، لحظة أن يجد أكثر من مليار فقير خلاصهم في تنصيب رجل سيدعهم يقتتلون كما يحلو لهم ، وينصرف هو لحياته في أحد قصور اليابان العدو التاريخي لبلاده وقد دعاها للتدخل ، هناك حيث يستعرض سيوف الساموراي بسخاء رجل لم يشعر يوما أنه بحاجة لسيف .