يحي صالح فضح الحوثيين أم فضح نفسه ؟
التبرع الذي قدمه يحي صالح لفلسطين لا يقل سخرية من رد محمد علي الحوثي عليه ، فكلاهما لم يثيرا السخرية فحسب ، بل أهانا الفلسطينيين وقضيتهم ، وهو موقف لا ينم إلا عن استرخاص ، فكلا الطرفين يجمعان بين العيش على كوكب آخر وممارسة الغش على هذا الكوكب وجعل فلسطين مشاعا كلاميا .
قال محمد علي الحوثي ردا على يحي صالح : من لديه حسابات لأي جمعية ويريد التبرع به أو هو مسؤول عنه وهو لفلسطين والمسؤول أو المتبرع من المرتزقة بإمكانه التحويل على فرع البنك الرئيسي بمارب أو عدن .
وبحسب هذا التوصيف ، فإن يحي صالح ليس مرتزقا ، بل هو ضمن محور المقاومة التي تتاجر بالقضية الفلسطينية ومن ضمنها حزب الله وعصابة الحوثي وهو يقيم في الضاحية الجنوبية وليس في الرياض ، وهو الذي يقارع من يسميهم الحوثيون مرتزقة ويغمض عينيه عن كل ما تمارسه عصابة الحوثي من قتل لليمنيين ، حتى لو كان القتيل عمه .
لقد كشف يحي صالح بتبرعه لفلسطين قناعا آخر من استغلال للقضية الفلسطينية ، فهو يعلم مسبقا أن هذا المبلغ تم مصادرته من قبل هذه العصابة ، ويعلم أيضا أن هذه العصابة تفهم اللعبة جيدا وتعلم أن الحديث عن فلسطين ما هو إلا فرقعات صوتية خاوية جوفاء لا قيمة لها ، الهدف منها تهييج القطيع وتخديرهم .
يدرك يحي صالح أن هذا المال لن يعود ويعلم علم اليقين أن الطريق إلى دعم الفلسطينيين ضد إسرائيل يبدأ بدعم اليمنيين ضد عصابة الحوثي الإرهابية ، كيف لا وهو قد سمع نصر الله وهو يقول : نريد أن نقول لكل عدو وكل صديق نحن شيعة علي ابن ابي طالب في العالم لن نتخلى عن فلسطين ولا عن شعب فلسطين ولا عن مقدسات الأمة في فلسطين ، ولا شك أن يحي صالح يعلم علم اليقين أن شيعة علي ابن ابي طالب يكرهون عمر بن الخطاب ويشتمونه صباح مساء ولا يمكن أن يحرر فلسطين من يشتم فاتحها .
وبالتأكيد يعلم يحي صالح أن حزب الله الذي بجانبه والحوثي الذي صادر وطنه قبل أن يصادر أمواله هما صناعة إيرانية إسرائيلية ، مثلما أن داعش صناعة إيرانية أمريكية ، كما أخبرتنا بذلك وكشفت لنا إيميلات هيلاري كلينتون ، بل إنه يشاهد فيلق القدس الإيراني يقاتل في البلدان العربية وأن شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ، هو موت معنوي وليس موتا ماديا ، كما قال الحوثيون والأمريكيون ، وكلما كبرت الخدعة كلما كان الشعار أكبر .
في الوقت الذي يتجادل فيه يحي صالح مع الحوثي حول المبلغ المتبرع به لفلسطين ، تواصل الطائرات الإسرائيلية عملية التنكيل بأجساد الفلسطينيين ، ودك الجثث تحت الأنقاض ، وبضمير ميت تواصل الطائرات الإسرائيلية تحليقها فوق فلسطين ، وهي تحمل ما يكفيها من الصواريخ لاستمرار الحرب ، بينما صواريخ حزب الله تدك السوريين وصواريخ الحوثي تدك مارب والمملكة العربية السعودية ، لأن هدفهم مكة وليس القدس .
فيحي صالح يعرف أن الذي هدد بضرب مواقع حساسة في إسرائيل أنه يكذب والحوثي نفسه يعرف أنه يكذب ونحن نعلم أنه يكذب وكتب التاريخ وأفعال الواقع تقول إنه يكذب ، وكل حوادث الزمن ووقائعه تمنحنا دليلا قاطعا بأن أحدا لم يربح من خلف الإتجار بالقضية الفلسطينية قدر إيران ومليشياتها في المنطقة .
خلاصة القول إن الفلسطينيين يقومون بواجبهم تجاه المحتل الإسرائيلي وعلينا أن نقوم بواجبنا تجاه المحتل الحوثي ، فإذا أردنا أن نحرر القدس علينا أولا أن نحرر صنعاء وننتصر للمواطن اليمني ونستعيد كرامته ، وهذا لن يكون مالم نقد ثورة ضد هذه العصابة الإرهابية بكل الوسائل بما في ذلك الثورة المسلحة ، وبحسب علمي يحي صالح متأثر بجيفارا وكاسترو وهما من قادا ثورة مسلحة انتهت بالتحرر ، فهل يقتدي بهما ، وسيجد الكثير من اليمنيين معه ، أم سيظل يراوح في محور الكذب على الفسطينيين وباسم فلسطين ؟