عدوان فج على الاكاديميين والمثقفين اليمنيين والملاذ المتوفر هو استقطابات اقليمية بلبوس عدة
يلتمس المتابع موجة تصوف قادمة بزخم بين أوساط المتعلمين اليمنيين. وهي خليط من الحنين والعودة إلى الماضي المغاير لما قدمته الوهابية من عنفوان وصرامة سلوكية وهيمنة على الأفراد مقابل طمس للطقوس المحلية بلغة اقصائية أحادية. لكنها ايضا هروب ناعم من فائض الخيبة ومشاهد الدمار التي تتجاوز مفاعيلها قدرة الفرد على الفعل.
نعم هناك عودة للتديّن في العالم برمته خصوصاً العالم التوحيدي، او عالم الديانات الموحِّدة مع امتلاك قدرة تبشيرية او دعوية كبيرة وكثيفة تستفيد من امكانات التقانة والتواصل.
الا ان التصوف هو التعبير المتناغم مع الفردانية التي تفاخر بها الحضارة الرأسمالية. وهو مع كل هذا تراجع عن المد العقلاني المتكئ على العلوم والعلمانوية.
محلياً، يصعب اغفال قراءة هذه الموجة - مع كل الابعاد المذكورة أعلاه - من خلال الفيضان الطائفي الذي يغمر العالم الاسلامي.
هناك طلب روحاني ملح لدى الفرد المعرّض للتغريب والاغتراب المعرفي والتجريد المادي ايضا. والعازف عن السياسة بصيغتها الدموية الراهنة.
الفئات المتعلمة تفقد موقعها او مقامها وقبل هذا تنزلق بسرعة نحو الطبقة الوسطى أو الدنيا أو ما دونها. الفقر عدوان فج بارز على الاكاديميين والمثقفين.
والملاذ المتوفر هو استقطابات اقليمية بلبوس عدة.