المشهد اليمني
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:17 مـ 13 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
سعودية تتوج بلقب ملكة جمال دبي 2024 .. شاهد من تكون؟ أبوراس يحذر من تقسيم اليمن: مليشيات الحوثي ترسخ مسار التقسيم مشاهدة مباراة الاهلي وبرسبوليس رابط بث مباشر وبدون تقطع ابطال اسيا للنخبه بعد العثور على جثة طفل.. إب تشهد مسلسلًا من الوفيات الغامضة داخل السيارات! وساطة قوية لإنقاذ رقبة سمية العاضي من الإعدام أول تحرك عسكري أمريكي إسرائيلي مشترك ضد الحوثيين بعد الهجوم بالصاروخ الباليستي على تل أبيب عاجل: مهمة الاتحاد الأوربي بالبحر الأحمر تعلن نجاح سحب السفينة اليونانية ”سونيون” دون أي تسرب نفطي عبر البث المباشر.. مشاهدة مباراة الأهلي السعودي أمام برسبوليس الإيراني بجودة HD بدون تقطيع اليابان تضع لمساتها في اليمن: مشروع ضخم يعيد الحياة ! شاهد: السعودية تعلن العمل لبناء أول محطة لإنتاج الطاقة النووية في المملكة طارق صالح في عدن يلتقي عيدروس الزبيدي ووفد من المجلس الانتقالي.. والإعلان عن تحرك مشترك مهم بدون تقطيع .. بث مباشر لمشاهدة مباراة الغرافة القطري واستقلال طهران في دوري أبطال آسيا بجودة HD

وداعًا لقتلة ”الأغبري” نتمنى لهم حياة هادئة في عالم الأبد

محمد دبوان المياحي
محمد دبوان المياحي

أفهم مشاعر الجموع الغاضبة، من يطالبون باعدام القتلة، من حقهم أن يغضبوا، أنا غاضب مثلهم، لكنني أؤمن أن هؤلاء الغاضبون ليسوا أشرارا يتلذذون بالنقمة وليس من يدعوا للتسامح مع القتلة أكثر إنسانية منهم، إن هذه الجموع وبقدر غضبهم وحتى مشاعرهم البدائية، لا بد أن يشعروا بالرهبة والذهول، بعد أن يقضوا ساعات وأيام في حماسة عالية، يطالبون بروح واحدة باعدام القاتل..هم ليسوا قساة؛ بل بشر بكامل انسانيتهم؛ لكنهم بشر مجروحين فحسب.
والقاتل هنا إنسان أغضبهم بالطبع، لقد ارتكب شرًا وتسبب في اخافة المجتمع، وحين يطالبون باعدامه؛ ليس لأن إعدامه سيعيد الحياة لمن قُتل على يديه. بل كي يعيد الأمان لمجتمع خائف. القصاص ليس انتصارا للقتيل؛ بل تأمينًا عامًا لمجتمع كامل، انتصارًا للعدالة واشعار للبشر أن حياتهم مقدسة ومن يعتدي عليها، يتوجب تجريده من حياته الخاصة.
أفكر في هذا، فكرة العدالة وما تتطلبه من حزم، وأفكر في تلك الحالة الشعورية للبشر، بعد أن يشهدوا حادثة الاعدام، حتى أشد الناس حماسة لتطبيق حكم الاعدام، لا بد أن يشعروا بحالة من الوجوم الكبير، احساس عميق بالذهول، فللموت رهبة غريبة مهما كانت طبيعته. حتى أقارب الضحية الذين يتمسكوا بحقهم في اعدام القتلة، لا أظنهم يبتهجوا بعد أن يُطبق الحكم ويعودوا للبيوت..هذا طبيعي جدا، حيث القصاص عدالة مريرة، لا تبعث بهجة انسان مهما كانت مظلمته..الظلم مر وقاس ويُفقد الإنسان أي إحساس بقيمة الحياة؛ لهذا كانت العدالة قاسية أيضًا؛ كي تعيد التوازن لفكرة الحياة المختلة.
حين يقترب اعدام شخص ما، أرى أن أفضل موقف شعوري نبيل يمكن للمرء أن يتبناه، هو أن يخفف من حماسته العالية وسخطه لحظة تطبيق الحكم على القتلة، هم الآن لم يعودوا قتلة وقد باتوا على مشارف التطهر من سلوكهم الشرير، لحظة اعدامهم، مثلما هي لحظة تلخيصهم من خطئية القتل، هي لحظة تسامح معهم، ليس تسامحًا مع قاتل؛ بل مع أشخاص أخذوا جزاءهم، وباتوا بشرا طبيعين مثلك ولو في عالم الغيب والعدم.
بقدر ما يتوجب أن نغضب ضد كل سلوك مؤذ يهين حياة الناس ويعذبهم أو يصادر حياتهم، علينا أن نلجم عواطفنا تجاه من صاروا تحت سيف العدالة ولم يتبق سوى لحظات قليلة ويغادروا عالمنا. القصاص هو قتل مشابه للجريمة الأساسية من حيث هي سلب للحياة؛ لكنه سلب مبرر لحماية الحياة ذاتها. علينا الاقدام عليها بكل آسف ودونما تطرف يؤذي أسر القتلة أو يجردهم من انسانيتهم. فالقتلة هم ضحايا لقسوتهم، لحظة زيغ شيطاني وليسوا شياطين بالمطلق.
لا يجب أن نتسامح مع القتل، ونخفض من بشاعته في أذهان الناس، لا يصح التعاطف مع القتلة، من المهم أن نستلهم درس العدالة ونبثه للناس؛ كي يستشعروا قدسية الحياة، وكلفة الاعتداء عليها ؛ لكن باعتقادي لا يجب أن نتلذد كثيرا لحظة استسلامهم الكامل للعدالة.
علينا أن نتعامل معهم بصرامة، ننزل بهم العقوبة المستحقة، نعيد التوازن لفكرة الحياة. ثم نخفض تطرفنا وقد باتوا جثثًا بالمقبرة، أو على مشارف الغياب النهائي من الحياة.
" ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب" يقال أنها أبلغ آية في الكتاب، في قمة تعاطفي الإنساني مع البشر المجرمين، أجد في الآية معنى، يصيبني بالحيرة ويمنحني توازنا بين العاطفة والعقل، بين الإنسانية الرخوة تلك التي تغذي شعورا روائيا وأدبيا، وبين عقلانية العدالة وما تتطلبه من قسوة نافعة.
وداعًا لقتلة #الأغبري، نتمنى لهم حياة هادئة في عالم الأبد ونحب أن نهمس في آذان كل المجرمين العايشين معنا، ونقول لهم: تأملوا جيدا فالحياة ليست لعبة أو مسخرة..