هل قرر حزب الإصلاح اتخاذ ‘‘وطن بديل’’ في هذه الدولة؟
يحتار الفرد في قراءة صور كبار رجال الدولة والشخصيات العامة (من حزب الاصلاح) وهي تقف باستقامة خشبية لالتقاط صورة وقت الادلاء بصوت انتخابي في انتخابات الجالية اليمنية في تركيا.
هل هو الحنين والرغبة في العودة إلى الممارسات الانتخابية أم اعلان عن الياس من العودة الى البلاد والانغماس في مجريات وطن بديل؟
هل اشترط منظمو الانتخابات في المشارك ان يكون الفرد مقيماً دائما وليس عابرا يحمل تاشيرة سائح كي يشارك ويدلي بصوته؟
هل تغيير مفهوم الجالية في الاذهان بفعل الحرب؟
لا اريد تجريح اي شخص ولا رايد الخوض في مكالحة (مكارحة) نزقة وتوجيه اصابع الاتهام وادلق آيات الشتائم والتخوين. لست من هذا الصنف. ما زلت التمس الف عذر وعذر لكل بعيد عن وطنه. لكني بالفعل ادرك يوما بعد آخر لماذا لم نفعل ما يجب كي نستعيد جمهوريتنا المسلوبة.
غضب يوماً مروان الغفوري وكتب ما معناه عبد الملك الحوثي هو انتم، هو نحن. الحوثي هو ما نستحقه. لكن اصواتا عديدة ذهبت الى القول ان الحوثي هو الحوثي لأن على رأس البلاد هادي او على رأس الحكومة معين. والحقيقة ان في داخلنا ألف هادي وألف معين. في داخلنا رغبة في الهروب من كل شي والى اللامكان.
الجميع يتمنى لو تنسحب السعودية الان من اليمن ليس لأن الحوثي سيبتلع البلاد بلا شك ولكن لأنه سيجد مبررا لاسقاط راية القتال المرهقة هذه التي يرفعها مكرها وبلا غاية او هدف وشماعة لهذه الهزيمة التي يرفض التعامل معها بجدية.
البعض مستمر في المعركة لانه لا يستطيع ان ينسحب قبل ان ينحسب الحليف الخارجي.
قبل اعوام وقفت في طابور كاشير محل تركي في باريس وسمعت السيدة الجالسة على كرسي الكاشير تُقسم يميناً لحفيدها باللغة العربية وتقول: بحب الله وحب الوطن. سنواتها الطويلة في محلها ومصدر رزقها في باريس لم تنسها الوطن المقدس الذي تقسم به.
لن يكون للقسم الذي نطلقه عهد شرف الا اذا اقسمنا بشرف جندي في مترسه يقاسي البرد ولم يستلم راتبه من شهور.
اما شعب الوطن البديل فهم صفحة في حياتنا السياسية مبللة بالتراخي وفقدان الاحساس.