المشهد اليمني
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:15 مـ 13 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
سعودية تتوج بلقب ملكة جمال دبي 2024 .. شاهد من تكون؟ أبوراس يحذر من تقسيم اليمن: مليشيات الحوثي ترسخ مسار التقسيم مشاهدة مباراة الاهلي وبرسبوليس رابط بث مباشر وبدون تقطع ابطال اسيا للنخبه بعد العثور على جثة طفل.. إب تشهد مسلسلًا من الوفيات الغامضة داخل السيارات! وساطة قوية لإنقاذ رقبة سمية العاضي من الإعدام أول تحرك عسكري أمريكي إسرائيلي مشترك ضد الحوثيين بعد الهجوم بالصاروخ الباليستي على تل أبيب عاجل: مهمة الاتحاد الأوربي بالبحر الأحمر تعلن نجاح سحب السفينة اليونانية ”سونيون” دون أي تسرب نفطي عبر البث المباشر.. مشاهدة مباراة الأهلي السعودي أمام برسبوليس الإيراني بجودة HD بدون تقطيع اليابان تضع لمساتها في اليمن: مشروع ضخم يعيد الحياة ! شاهد: السعودية تعلن العمل لبناء أول محطة لإنتاج الطاقة النووية في المملكة طارق صالح في عدن يلتقي عيدروس الزبيدي ووفد من المجلس الانتقالي.. والإعلان عن تحرك مشترك مهم بدون تقطيع .. بث مباشر لمشاهدة مباراة الغرافة القطري واستقلال طهران في دوري أبطال آسيا بجودة HD

ليلة عصيبة !!

قصة قصيرة

فوجئت بعد تناولي للعشاء بأن والدي يأمرني بالذهاب إلى المزرعة لحراسة حقل القات .!
اجتاحني الخوف ، تلعثمت وأصفر لوني ، ولم أستطع النطق ، جمدت في مكاني ، بعد لحظات نظرت إلى أمي فوجدتها هي الأخرى قد صدمتها المفاجأة ولم تتكلم.!
كنت صغيرا ولا أرى في الليل خارج بيتنا إلا الوحوش والأشباح ، ولكن أمر الوالد كان حكما لا استئناف له .
قال الوالد بصرامة :
ـ ستذهب أنت وأخوك ..
وأضاف :
ـ أنتم رجال والرجال لا تخاف .
سلم كل واحد منا بطانية وقنينة كبيرة من الماء ولأني الأكبر فقد سلمني البندق الكلاشينكوف وأوصاني بأن لا أطلق النار إلا عند الضرورة القصوى .
عندما تسلمت البندق هبطت علي شجاعة عجيبة وتلاشت الكثير من مخاوفي وشعرت بأنني أصبحت رجلا .
خرجنا من المنزل فلحقتنا أمي بكيس فيه بعض الخبز والجبن وظلت تراقبنا ونحن نمضي وتدعو لنا .
لحسن الحظ فالقمر كان بدرا والضياء يغمر المكان .
في الطريق كنت أمشي صامتا يتبعني أخي الذي أقسم أنه سيمضغ القات لأول مرة متسائلا :
ـ كيف نحرس القات ولا نمضغه ؟!
في التل الذي يعلو حقل القات غرفة صغيرة بناها الحارس وعلى سطحها فرشنا البطانيات وجلبنا أحجارا جعلناها مداكي لنا ثم نزلنا للحقل نقطف أوراق القات لنمضغه كي نسهر ولا ننام .
قطف كل منا حزمة له وغسلناها وبدأنا نمضغ القات ونتحدث .
منذ سنوات كنت أتمنى أن أحمل البندق الجديد وأتباهى به أمام الناس وأن تراني البنات وأنا لابس الجمبية (*) والبندق ولكنني الآن أحمل البندق ليلاً حيث لا يراني أحد .!
غاب القمر خلف سحاب كثيف فغمر المكان ظلام مخيف لكن وجود السلاح بجواري ونشوة القات جعلتني أشعر ببعض الأمان .
الهدوء يعم المكان سوى من نباح كلب من بعيد أو صياح طائر بين الحين والآخر ، نوافذ القرية التي يشع منها الضوء بدأت تنطفئ واحدة تلو أخرى .
أخبرت أخي بما سأفعله عندما أكبر ، سأبني مزرعة دجاج كبيرة بطول 5 كيلو تنتج كل يوم عشرة ألف فرخة وقاطعني أخي :
ـ 10 ألف فرخة من سيأكلها ؟!
ـ سنوزع الدجاج بسيارات على كل القرى والمناطق.
وسأبني مزرعة للخراف نبيع كل يوم منها ألف خروف ، وقاطعني أخي مجدداً :
ـ ألف خروف من سيذبحها ؟!
ـ سنوزع على كل الأسواق والجزارين في المحافظة .
بدأ ضوء القمر يتسلل من بين السحاب فرأينا عشرات اللصوص وقد وقفوا في حقل القات وتساءلنا وقد صدمتنا المفاجأة :
ـ يا ساتر أين ذهب القات ؟!
ـ هل قطفوه وسرقوه كله بهذه السرعة ؟!
ـ ولماذا عادوا ليقفوا بالحقل ؟!
غلي الدم في عروقي فحملت البندق ونزلت إلى جوار الحقل وعندما وصلت تذكرت وصية الوالد أن لا أطلق النار إلا عند الضرورة ولذا بدأت أهددهم :
ـ سأعد إلى عشرة وإذا لم تتركوا القات وترحلوا فورا فسوف تكون نهايتكم .
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10
انهيت العد ولكنهم بقوا في أماكنهم كأنهم يتحدوني .!
قلت محذرا :
ـ تذكروا انكم جئتم بأرجلكم إلى هنا لتسرقوا القات ولذا لا تلوموني ان قتلتكم كلكم .
حذرتهم ولكنهم أصروا على تحديهم ووقاحتهم .!
أنذرتهم من جديد :
ـ أنتم تسخرون مني وتظنون أني صغير ولن افعل شيئا ولكني الآن رجلا ومعي بندقي ولن أرحمكم .
قررت وأخي محاصرتهم بصمت وحذر حتى الصباح ليشهد كل الناس على قاحتهم ، ومضت الساعات وهم على وقفتهم الغريبة وتحديهم .!
وقبيل الفجر سألت لأخي مستغربا :
ـ ما هذه الوقاحة التي في هؤلاء اللصوص ؟!
ـ لماذا لم يتركوا حزم القات ويهربون ؟!
ـ لماذا يصرون على الوقوف والسخرية منا ؟!
غضب أخي وقام يرشقهم بالحجارة قائلاً:
ـ يظنون أننا صغار ولن نجرؤ على إطلاق النار .
وحينها نفذ صبري ففتحت الأمان وأطلقت الرصاص الحي على كل اللصوص الذين يقفون في الحقل.!
شقت أصوات الرصاص سكون القرية ودوت في كل الأرجاء فصاح الوالد من المنزل وسمعت صراخ أمي وصاح الناس من كل مكان يتساءلون عما حدث.
كان ضوء الفجر قد بدأ يشع بأنواره ، ونحن ما نزال نحاصر اللصوص الذين ظلوا يقفون بكل تحدي رغم الرصاص الذي أطلقته عليهم .!
بدأ الضوء النهار يشع بالضوء أكثر ووصل الناس إلينا فنزلنا جميعا إلى الحقل لنحصي عدد القتلى والجرحى فلم نجد سوى الأشجار واقفة .!!

20 ـ 12 ـ 2021م