عن ”حسين بدر الدين” .. وعن ”المهدي”
هذا المهدي .. حولناه الى نكتة .. أتذكر عام ٢٠٠٤ كنت في المدينة أزور أعمامي وصحبة جدتي وأتينا حديثاً من البلاد وكنت ألعب مع عيال عمي في تعز .. بزغط أمام البيت .. في ساعة صباحية من صباحات طفولتي والجو يكتظ بالطيران الحربي .. حينها إنطلقت المعركة ضد الكهنوت .. ضد حسين بدر الدين..وما أتذكره وأنا بعمر الثانية عشرة أنني تساءلت .. وكانت الأجوبة أن هناك تمرداً في صعدة .. المتمردون رفعوا راية لهم وهي شجرة .. لا أدري هل ذكرياتي تخربطت أم حقيقة أن أول راية للكهنوت عند أول طلقة واعلان تمرد كانت شجرة خضراء ..! هذه ذكرياتي، وتحول الخبر مع مرور الأيام ومع مرور الشهور والسنوات الى نكتة .. عجز اليمني تخيل أن بإمكان جماعة أول طلقة رصاص ضد الدولة السيطرة على اليمن.. لم نعط الكارثة حق التأمل .. كانوا يكذبون ويقولون : مجرد ابتزاز من صالح لأجل أن يخيف السعودية وثنيها عن بناء الجدار العازل، بين السعودية واليمن، كانت شائعة الجدار العازل طويلة، وهي كذبة، لكننا بكل شيء عشنا على الأكاذيب .. وطرف آخر يقول أن صالح فقط يريد القضاء على الفرقة الأولى مدرع .. وكثرت الاشاعات .. وكان صالح يصيح.. كان يصيح بالخطر وكان قلة فهموا معنى الإمامة يصيحون ويبينون الخطر ..
لم يع أحد حجم الكارثة .. وعيناها عندما سقطت الدولة بيد الكهنوت الذي بدأ عند الطلقة الأولى وسخر الناس من بضعة شباب حلمهم اسقاط الدولة .. ضحكوا .. كان وعي الناس ينقسم بين النكتة وبين المناكفة..فقط.
هذا الذي يحدث الآن مع الذي يسمونه المهدي،المهدي المنتظر، من بني مطر، ولسوف يأتي اليوم الذي نكتوي بناره اذا تعاملنا معه بعقلية التعامل مع الكهنوت الذي ظهر في صعدة قبل ١٨ سنة .. وربما يكون هو البديل الفوضوي لخلخلة أي نظام جمهوري سوف يقوم بعد انهاء جماعة الكهف .. لنا التوقع والتنبه والتحذير من خطوره الفعل الدامي .. والفخ المستقبلي .. فخ
المأساة .. اذا تكررت ثانية تتحول الى ملهاة .
