المشهد اليمني
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:21 مـ 13 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
سعودية تتوج بلقب ملكة جمال دبي 2024 .. شاهد من تكون؟ أبوراس يحذر من تقسيم اليمن: مليشيات الحوثي ترسخ مسار التقسيم مشاهدة مباراة الاهلي وبرسبوليس رابط بث مباشر وبدون تقطع ابطال اسيا للنخبه بعد العثور على جثة طفل.. إب تشهد مسلسلًا من الوفيات الغامضة داخل السيارات! وساطة قوية لإنقاذ رقبة سمية العاضي من الإعدام أول تحرك عسكري أمريكي إسرائيلي مشترك ضد الحوثيين بعد الهجوم بالصاروخ الباليستي على تل أبيب عاجل: مهمة الاتحاد الأوربي بالبحر الأحمر تعلن نجاح سحب السفينة اليونانية ”سونيون” دون أي تسرب نفطي عبر البث المباشر.. مشاهدة مباراة الأهلي السعودي أمام برسبوليس الإيراني بجودة HD بدون تقطيع اليابان تضع لمساتها في اليمن: مشروع ضخم يعيد الحياة ! شاهد: السعودية تعلن العمل لبناء أول محطة لإنتاج الطاقة النووية في المملكة طارق صالح في عدن يلتقي عيدروس الزبيدي ووفد من المجلس الانتقالي.. والإعلان عن تحرك مشترك مهم بدون تقطيع .. بث مباشر لمشاهدة مباراة الغرافة القطري واستقلال طهران في دوري أبطال آسيا بجودة HD

نسبية القياس والذائقة

في عالم حقائقه نسبية، خليق بالفن والإبداع أن يكونا أكثر تعبيراً عن هذه النسبية. لا حكماً مطلقاً ولا نهائية. لكن هذه النسبية لا تعني التوقف عن الإبداع. إنما إدارك الظرفية المحيطة بالابداع وفرض تحديات على العقل والوقوف أمام امكانات الخيال الرامي إلى اقصى حدود اللانهائية.

والنسبية تعمل فارضة نفسها على المرسل والمتلقي. وهي تنشط في دائرة واسعة من الخيارات الشخصية والملكات الخاصة غير معزولة عن محفزات وعوامل تنشئة وتأسيس وصقل تُجمَل بالبيئة.

أليس يغنينا مَثَل التراث المنقول حول علي ابن الجهم، الذي ترجمت كلماته تباعاً في كل موقف بيئته وهو هو الشاعر؟

طباعه البدوية أملت عليه ان يقول للخليفة صادقاً في المديح :

أنت كالكلب في حفاظك للود

و كالتيس في قراع الخطوبِ

أنت كالدلو، لا عدمناك دلوًا

من كبار الدلا، كبيرَ الذنوبِ

ثم رقت طباعه ولانت مفرداته بعد ان اقام بين ضفتي النهر في المدينة وقال:

عُيونُ المَها بَينَ الرُصافَةِ وَالجِسرِ

جَلَبنَ الهَوى مِن حَيثُ أَدري وَلا أَدري

أَعَدنَ لِيَ الشَوقَ القَديمَ وَلَم أَكُن

سَلَوتُ وَلكِن زِدنَ جَمراً عَلى جَمرِ

سَلِمنَ وَأَسلَمنَ القُلوبَ كَأَنَّما

تُشَكُّ بِأَطرافِ المُثَقَّفَةِ السُمرِ

وَقُلنَ لَنا نَحنُ الأَهِلَّةُ إِنَّما

تُضيءُ لِمَن يَسري بِلَيلٍ وَلا تَقري

إلى آخر القصيدة.

لا مجال هنا لتأكيد أو نفي هذه الطرفة طالما فحواها تغني عن هذا الجدل لتوافقها مع منطق التعلّم والتعبير.

لكن عناد النفس يقودها إلى القول بأمور على نسيج مقتضيات الناجز العام. وكأن الشخصي صار كونياً. فأنا أحب ذاك وعلى الناس أن يحبوا ما أحب. وهذا أفضل وذاك اردأ. وهذا اعلى وذاك اخفض.

هذا طبع طفولي بلا شك. لكنها طفولة لا تليق الا بالشعراء.

ألم يقل زكي مبارك "والشاعر حين يرضى يحسب الكونَ يبتسم لابتسامته؛ وحين يغضب يحسب الكون يكتئب لاكتئابه، ولعل هذه السذاجة هي أظرف ما في الشعراء؛ اذ كانت سمة من سمات الطفولة البرئية وكم في الطفولة من معانٍ تسكن إليها شوارد النفوس" (زكي مبارك، الموازنة بين الشعراء، ص ١٦٥).

إليكم قليل من غير الفن. أليس الناس في مكان ما يتكلمون لغة واحدة؟ بل في العائلة يتكلمون لغة واحدة. لكن لكل واحد لسان مختلف. فاذا وجدت عائلة من خمسة ابناء الى جانب الأب والأم ومن الأبناء طبيب وآخر مهندس ثالث عازف عود وفتاة تدرّس الكيماء واخرى تعمل محامية واجتمعوا في مائدة واحدة وشرعوا في حديث مفتوح. فهل يستوون في التعبير عن الشيء نفسه ام ان خلجات وملكات كل واحد منهم تظهر وتملي عليه مفردات وموقف؟

وهذا بالطبع سيكون مقابل دهشة الاب والام من غربتهما عن الحديث واحساسهما بانهما قادمان من زمن غير الزمن.

كذلك في الفن والأدب.