المشهد اليمني
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:21 مـ 13 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
انقلابات عسكرية وشيكة وفرض واقع جديد في عدن ومارب وحضرموت وتعز!.. محلل سياسي يدق ناقوس الخطر سعودية تتوج بلقب ملكة جمال دبي 2024 .. شاهد من تكون؟ أبوراس يحذر من تقسيم اليمن: مليشيات الحوثي ترسخ مسار التقسيم مشاهدة مباراة الاهلي وبرسبوليس رابط بث مباشر وبدون تقطع ابطال اسيا للنخبه بعد العثور على جثة طفل.. إب تشهد مسلسلًا من الوفيات الغامضة داخل السيارات! وساطة قوية لإنقاذ رقبة سمية العاضي من الإعدام أول تحرك عسكري أمريكي إسرائيلي مشترك ضد الحوثيين بعد الهجوم بالصاروخ الباليستي على تل أبيب عاجل: مهمة الاتحاد الأوربي بالبحر الأحمر تعلن نجاح سحب السفينة اليونانية ”سونيون” دون أي تسرب نفطي عبر البث المباشر.. مشاهدة مباراة الأهلي السعودي أمام برسبوليس الإيراني بجودة HD بدون تقطيع اليابان تضع لمساتها في اليمن: مشروع ضخم يعيد الحياة ! شاهد: السعودية تعلن العمل لبناء أول محطة لإنتاج الطاقة النووية في المملكة طارق صالح في عدن يلتقي عيدروس الزبيدي ووفد من المجلس الانتقالي.. والإعلان عن تحرك مشترك مهم

الكتاب الغريب .!

قصة قصيرة

منذ شرائي لهذا الكتاب لاحظت أمرا غريبا ، وهو أنني كلما بدأت أقرأ فيه ولو عدة صفحات من الكتاب كلما هجم علي النوم ، ولذا أخذت الكتاب إلى غرفة النوم وصرت قبل النوم أقرأ فيه عدة صفحات وأنام .!
في البداية كنت أشك في الأمر ، لعلي أذهب إلى الفراش وأنا مرهق فما إن أبدأ بالقراءة حتى أنام ، لكن شكوكي تزايدت عندما بدأت أقرأ في الكتاب في غير وقت النوم فإذا بي أتثاءب وأذهب في النوم .!
رويت هذه القصة لكل من في البيت ، وفي البداية لم يصدقوني لكن الذي حدث أكد حديثي فكل من قرأ الكتاب هجم عليه النوم .!
وانتشرت هذه القصة في الأسرة ، وكلما أصاب الأرق بعض الأقارب ، كلما أتصل بي يطلب الكتاب ، المشكلة أن بعضهم يتصل بي بعد منتصف الليل وأنا أغط في نوم عميق ليطلب مني الكتاب لينام .!
ـ يا أخي أنت أيقظتني من النوم .!
ـ أحمد الله أنك نمت ، أنام لم أنم .
ـ وما ذنبي أنا حتى تزعجني الآن ؟
ـ هات الكتاب المنوم يمكن أقرأ فيه وأنام .
تحول الكتاب إلى مصدر إزعاج لي فكل الناس يسألون عنه ويستفسرون عن قصة الكتاب ، وما هو المكتوب فيه ، وبعضهم جاء إلى المنزل ليرى الكتاب ويجرب القراءة فيه .!
جارنا وهو مثقف وأكاديمي لم يستوعب الأمر ، وفي المقيل جاء وجلس معي وتحدثنا ، ثم لم يلبث أن سألني عن الكتاب ، ناولته الكتاب فقرأ منه عدة صفحات وحين لم ينم قال لي وهو يضحك :
ـ أرأيت قرأت الكتاب ولم أنم ؟!
تعجبت ثم ذهبت إلى الداخل ، وحين عدت صعقتني المفاجأة ، لقد نام بسرعة مخيفة ، كان يشخر ، وقد سقط الكتاب من يده ، فمه مفتوح ، ورأسه ملقى إلى الخلف ، كأنه تعرض لجرعة تخدير سريعة المفعول .!
هززته بعنف فقام يهذي ، وجمع حاجاته ، ومضى وهو ينظر لي بشك وارتياب ؟!
ما ألمني أنه وهو يغادر المنزل جعل يصيح :
ـ " ولا يفلح الساحر حيث أتى " .
كررها حتى أختفى صوته .
لقد اتهمني بممارسة السحر وهذا ما لم يخطر لي على بال .
وفي إحدى الليالي المطيرة وأنا أغط في نوم عميق أيقظتني طرقات عنيفة على الباب وحين سألت الطارق صاح في بصوت أجش :
ـ أفتح
لم أعرفه لكنني تماسكت وفتحت الباب فاندفع صاحب المنزل بقميص نومه قائلا :
ـ هاته هيا
ـ الإيجار سأدفعه آخر الشهر
صرخ في وجهي :
ـ هات الكتاب
ناولته الكتاب فأخذه ومضى .
لقد جلب لي هذا الكتاب مشاكل أنا في غنى عنها .!
في اليوم الثاني ذهبت إليه وسألته :
ـ هل نمت ؟!
ـ قرأت نصف صفحة ونمت على طول
وأضاف :
ـ هذا الكتاب لن يخرج من عندي كلما أريد النوم سأقرأ فيه
لقد أسقط في يدي ، بعد أن قرر صاحب المنزل مصادرته علي ، فاجأني بقراره ولم أدر ماذا أصنع ؟!
في اليوم الثاني ذهبت إلى المكتبة واشتريت نسخة جديدة من ذلك الكتاب ، وحين أصبت بالأرق سارعت إلى الكتاب أقرأ فيه لأنام ، ولكني بدلا من أن أنام بعد قراءة عدة صفحات إذا بي أقرأ صفحات وصفحات ، ومر الوقت سريعا وإذا بي أٌقرأ نصف الكتاب وأنا في غاية المتعة والتركيز .!
واصلت قراءة الكتاب لعلي أنام ولكن دون جدوى ، لقد قرأت الكتاب كله ومع هذا ما زلت مستيقظ .!
ـ لعل في ورق ذلك الكتاب مادة عطرية منومة من يشمها ينام ؟
هكذا حدثني طبيب بعد أن سمع بقصة الكتاب وبدا تفسيره للأمر معقولا ، طلب رؤية الكتاب وفحصه لكن الكتاب كان قد أستولى عليه صاحب البيت ، وأنا لا أريد الصدام معه فقد تعبت كثيرا حتى حصلت على هذه الشقة ، ولا أريد مشاكل مع صاحب البيت .
ورغم أن صاحب المنزل قد أخذ الكتاب إلا أن طلبات الكتاب ما تزال تتواصل ، هناك من يزورنا ليرى الكتاب ، وهناك من يتصل ، وهناك من يسألني عند رؤيتي مما اضطرني لكتابة لافتة على باب الشقة " الكتاب المنوم لدى أحمد عامر في الطابق الأعلى " .
بعدها توجهت أفواج الساهرون نحو شقة صاحب البيت حيث نال نصيبه من الإزعاج حتى فاض به الكيل فطرق بابي ذات مساء ورمى في وجهي الكتاب وهو يصرخ :
ـ خذ كتابك شغلونا خلق الله عليه
مزق اللافتة التي تؤكد أن الكتاب لديه ومضى وهو يشتم وأنا ساكت .
عاد إلي الكتاب ولم تمض سوى ساعة حتى طرق الباب بقوة ، فتحت وإذا بي بمجموعة من الجنود الذين اقتادوني مع الكتاب إلى سيارة الشرطة ، وهناك عصبوا على عيني ومضينا ، حاولت أن أسألهم إلى أين سنمضي ؟
ولكنهم ألتزموا الصمت ، وبعد ساعة نزلنا في حوش كبير ثم صعدنا في قصر فخم جدا ، تعرضت للتفتيش عدة مرات حتى وصلت إلى مجلس فخم ، جلست على كرسي وجاؤوا إلي بالقهوة شربتها ، وبينما أنا غارق في هواجسي وتفكيري أطل علي هو فألجمتني المفاجأة ، لقد كان هو ، صوره تملأ الصحف والشوارع ، وأخباره في كل مكان .!
ـ هات الكتاب
قرأ صفحات منه ثم أبتسم وغط في نوم عميق على الكرسي .
خرج من خلف الستار بضعة أشخاص أشاروا لي بأن أصمت وأغادر المكان بهدوء .
عصبوا على عيني وأعادوني من حيث أتيت ، وبعدها كل من سألني عن الكتاب ابتسمت ولا أجد إلا الصمت .!