من فوائد 21 سبتمبر!
أرسل لي صديق مقطع مصور لمراهق سلالي، يقول فيه "أن المطر لا ينزل من السماء إلا بإذن الأئمة السلاليين" وكلام كثير، أتى به من سردابهم المليئ بالخرافات والأساطير والأفاعي.
باعتقادي، أن ما يحدث اليوم في اليمن من حروب وتجهيل هي ظواهر صحية، ستعود على الناس بالنفع والصلاح في المستقبل القادم.
هذه الخرافات الصادمة التي نراها ونسمعها، ونعيش تفاصيلها الغبراء، هي مرويات وعقائد سلالية وطائفية ومذهبية قديمة، أُلفت ودُبجت خلال القرون السابقة لعصرهم القديم، إلا أنها دُفنت تحت نعال أبطال 26 سبتمبر، وتبددت بدماء ونضالات أجدادنا، وبفعل التطور والتحديث والعلم والمعرفة.
بعد تمكين السلاليون الجدد من صنعاء في 21 سبتمبر 2014، لم يجدوا ما يقدمونه للناس؛ لتعظيم كارثتهم، ولتقديس سلالتهم، إلا ما كان مدفونا في كهفهم المُغلق، منذ مئات السنين، ففتحوه وبدءوا بالغرف منه بصورة مستعجلة، ولم ينتبهوا أن تلك الخرافات المشوهة لم تُعدَّ صالحة للأستخدام، فقد كانت مُعدة وصالحة لزمن قديم غير زمننا هذا، ولم يدركوا أنهم في حاجة لتطوير تلك المرويات المتعفنة، وتحديث لأكاذيبهم المنتهية صلاحيتها، بما يناسب الزمان والمكان، والتطور العلمي والتقني.
وحتى نكون منصفين، فالسلاليين الجدد ليس بكسالى أو حمقى أو أغبياء، ليؤلفوا مروبات وعقائد جديدة، تناسب الحاضر، ولكن الخلل يكمن في مشروعهم الأصلي، فهو مشروع غير قابل للتحديث ولا لمواكبة الحاضر، ولذا فمن حسن حظ جيل اليوم في اليمن أنه سيكون الجيل الأخير الذي يشاهد الظاهرة الإمامية بكل تفاصيلها المأساوية، وتحوراتها الكارثية، فلن تكون هناك محاولة إمامية مرة أخرى في قادم الأيام.
لولا كارثة 21 سبتبمر ماكان لنا أن نعرف كل هذه التفاهات والقناعات العجيبة، التي تتدفق من كهف أجدادهم العتيق.
دعوها فإنها مأمورة.