الرسالة والرسول
الرسول والرسالة شيئان قيمان لا ينفصل أحدهما عن الأخر، حباً وتقديرا للرسالة الإسلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الرسول الذي مات كل أولاده الذكور قبل وفاته ولم يخلف أحداً، وقال الله عنه الله في القرآن: "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين".
ه
ذا الخطاب الذي قطع كل تفسير أو اجتهاد أو ادعاء أو استعباط لاحق بخصوص وراثته وإدعاء تمثيله عرقياً، وبالتالي لا مكان لأي تفسير أسري أو عائلي للرسالة والرسول بعد ذلك.
المحاولات التالية لادعاء القرابة هو لا شك نوع من الاستعباط اللاحق الذي لا معنى له سوى ارتداد حقيقي عن جوهر رسالته صلى الله عليه وسلم، ومحاولة تخليق تفسير عائل سلالي لامتيازات الرسالة قبل الرسول.
لا مكان اليوم، في هذا العالم المفتوح والعلمي والتقني لادعاء القرابة في ظل علم أصبح قادرا على التفسير الدقيق لبطلان هذه الادعاءات المزيفة، عدا عن عدم إمكانية ذلك دينيا أيضاً، فصريح الآيات واضحة جلية في هذا السياق، ولا مكان أيضا لاستعباط الفهم البشري للواضح من الدين بالضرورة وبطلان كل دعاوى الخرافات الزائفة.
فالرسول صلى الله عليه وسلم، هو خاتم الأنبياء ورسالته خاتمة الرسالات كلها، أي هو رسول للعالمين بدين للعالمين جميعاً لا مكان فيه لقرابة أو عشيرة أو سلالة تستأثر امتيازات القرابة لأن ذلك مما يثلم الدين نفسه ويفسده من داخله، ومن ثم لا مكان فيه لأي من هذه الخزعبلات.
ولهذا كانت الحكمة الإلهية بموت الرسول صلى الله عليه وسلم بلا ذرية رجالاً يحملون نسله ويختلط الأمر بين الرسالة والرسول كما يحدث الآن لدى بعض المتشعبطين، عدا عن ختم الرسالات برسالة ولغة عربية فصيحة الدلالات والمعاني والألفاظ لا مكان فيها لتأولات والتخرصات المضحكة.
أما الاحتفال بمولده فلا نقاش حوله مشروعيته من عدمه، لآن في الأمر فسحة للناس لمن شاء احتفل ولمن لم يشأ لا تثريب عليه، فالأمر في مناط الاجتهاد الواسع ولا مكان فيه لشطط وغلو، رفضا أو قبولا، فالرسول صلى الله عليه وسلم، كان مناط تكليف الله واختياره له يقتضي منا الحب والإجلال للحبيب المصطفى وحبنا له نابع من حبنا وامتثالنا لرسالته العظيمة والخالدة.
وأنا هنا قد أعذر البعض ممن يذهب للفصل بين الرسالة والرسول بدافع ما تقوم به جماعة الحوثي وبقية الجماعات الشيعية التي حولت رسالة الإسلام لمجرد امتياز عائلي يصادرون من خلاله عظمة الإسلام ويقدمونه بصورة أقل ما يقال عنها إنها صورة عنصرية منحطة ومتخلفة، لا تشبه الإسلام العالمي ولا يشبهها.
أما الحبيب المصطفى فيكفي فيه قول الشاعر:
ماذا يقول وينظم الشعراء..
وعليك صلى الله صلى الله