المشهد اليمني
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:24 مـ 13 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
انقلابات عسكرية وشيكة وفرض واقع جديد في عدن ومارب وحضرموت وتعز!.. محلل سياسي يدق ناقوس الخطر سعودية تتوج بلقب ملكة جمال دبي 2024 .. شاهد من تكون؟ أبوراس يحذر من تقسيم اليمن: مليشيات الحوثي ترسخ مسار التقسيم مشاهدة مباراة الاهلي وبرسبوليس رابط بث مباشر وبدون تقطع ابطال اسيا للنخبه بعد العثور على جثة طفل.. إب تشهد مسلسلًا من الوفيات الغامضة داخل السيارات! وساطة قوية لإنقاذ رقبة سمية العاضي من الإعدام أول تحرك عسكري أمريكي إسرائيلي مشترك ضد الحوثيين بعد الهجوم بالصاروخ الباليستي على تل أبيب عاجل: مهمة الاتحاد الأوربي بالبحر الأحمر تعلن نجاح سحب السفينة اليونانية ”سونيون” دون أي تسرب نفطي عبر البث المباشر.. مشاهدة مباراة الأهلي السعودي أمام برسبوليس الإيراني بجودة HD بدون تقطيع اليابان تضع لمساتها في اليمن: مشروع ضخم يعيد الحياة ! شاهد: السعودية تعلن العمل لبناء أول محطة لإنتاج الطاقة النووية في المملكة طارق صالح في عدن يلتقي عيدروس الزبيدي ووفد من المجلس الانتقالي.. والإعلان عن تحرك مشترك مهم

رد حاسم.. بطل أخلاقي جدير بالحفاوة يعقد قرانه بسارة علوان

محمد دبوان المياحي
محمد دبوان المياحي

هذا الشاب عقد قِرانه اليوم بالسيّدة سارة علوان. حدثُ صغير ودلالة ذكيّة. حالة ترقى لتكون نموذج لبطل أخلاقي جدير بالحفاوة. بطولة واثقة بطهارة الأخر، تعبير عن أصالة حقيقية ودفاع عملي عن فكرة الشرف. تعظيم سلام لسلوكه الحر. هذا هو الرد الحاسم على كل مبتز لئيم يحاول تحطيم حياة امرأة. لا يكفي التضامنات المؤقتة معها، ثم تركها تعيش وحشتها وحيدة بقية حياتها.
الزواج بسارة علوان، مقاومة للقبح بمزيد من الجمال، حراسة للفضيلة بتوثيق جدارتها بالحياة. بهذه الخطوة نحن ننتقل من دائرة الدفاع عن الضحيّة، محاولتنا نفيّ التهمة عنها، نحو منطقة نضال أخلاقي متقدم. حين ترتبط بها فأنت لا تدعمها معنويًا كما لو كانت حالة منهارة؛ بل تتعامل معها كحالة باعثة للشرف، كشرفٍ أكثر علوّ، لقد صارت الضحية نموذجًا أشدّ طهارة، أرادوا تلطيخها، فقال شاب: أريدها شريكة أبدية. هذا سلوك فريد؛ يُحيل الضحية لبطل أخلاقي نموذجي، يصير هدفًا للتنافس وترتفع بذلك مكانته المجتمعية. هكذا ننجح بتعطيل فكرة الابتزاز من جذورها. وتجريد أي خيال مريض في المستقبل من التفكير بأي خطوة مماثلة لتهديد حياة المرأة.
نحن أمام سلوك قوي، كلمة سر ذكية، بمقدورنا أن نتخذ منها شفرة لمكافحة الأمراض المجتمعية. عمموا هذا النموذج، وفي الغد، سيفكر الرجل الذي يحاول ابتزاز امرأة بالنتيجة ويشعر بالخجل من نفسه. حيث محاولة تدنيس الأخر؛ سلوك ينتهي باضفاء مزيد من الشرف عليه ويتحول الجاني لشخص منبوذ وينعكس سلوكه عليه، الشعور بضآلته مقابل تحول الضحية لأيقونة تقف في الضوء، عروسة محاطة بالأغاني، ملكة يتزاحم الناس لحضور موكبها؛ كي ينالوا شرف المشاركة.
غالبًا ما تكون مآساة المرأة المتعرضة للإبتزاز، هو في الزمن اللاحق للحكاية وليس أثناء حدوثها. في لحظة تعرضها للإبتزاز؛ يحتشد جوارها العالم فتشعر بقليل من الأنس، يستمر لفترة قصيرة؛ ثم تجد نفسها مكشوفة. الأثر ما يزال حاضر؛ لكن التضامن توقف. تحاول ترميم تصدعاتها الداخلية وتفشل في استعادة عافيتها. يحتاج المرء قوة باطنية عالية؛ كي يخلق لنفسه تشريعات تمكنه من العبور. ولا أظن سارة تملك تلك القدرة الذهنية بمفردها.
بدون خطوة الزواج بالضحيّة؛ تستيقظ لديها كوابيس جديدة ويمزقها شعور بالذنب، والذنب ليس شعورًا نابعًا من الفعل؛ بل من الإيحاء الشعوري العام، من ذهولها المستمر حين تفكر فيما حدث، وبقاءها وحيدة للأبد. حتى أنها تستعيد التضامن السابق نفسه لمواساة نفسها؛ فيكتسب لديها دلالة جديدة وسلبية هذه المرّة؛ يوحي لها بشكل خفي كما لو أنه كان سلوك مؤقت، تضامن بشري مع الضعف، نابع من شفقة. لقد كانت مواساة طيبة؛ لكنها لا تنفي السوء عنها بل تنبع من احتمالية وجوده فيها. هكذا تكون الضحية في الزمن اللاحق للأبتزاز أكثر شعورًا بالتهاوي من لحظة تعرضها للفضحية.
وهكذا تحمي المجتمعات الذكية أبناءها المكشوفين، تحتشد في مناطق الضعف، وتسد ثغراتها للأبد. لا تكتفي بمنع انهيار الضحية لا تدافع عن ضعفه كإنسان مذنب تعرض للإنكشاف؛ بل تدفعه للصعود، تضاعف قوته فيغدو مصدر إلهام، نافدة للقوة، تستحضرها كل امرأة في لحظة ضعف وتستعيد بها احساسها بالشجاعة وبأن الحياة ليست تهمة، الجسد هو حامل وجودكِ الكريم وليس أداة ابتزاز لمصادرة براءتك.
المجد للعريس والعروسة..