وصل الذروة..ماذا بعد صلى الله وبارك في مسلسل العالية؟
الحلقة العشرون من مسلسل العالية مثّلت الذروة، حيث أوصلت التوتر والأحداث إلى نهايتها، ومِن هنا ستكون مهمة المسلسل صعبة في الحلقات القادمة حتى يحتفظ بالمشاهد. المهمة الفنية للمسلسل انتهت فعليا عند هذه الحلقة، والرسالة وصلت، ويحتاج المسلسل إلى معجزة حتى لا تصبح الحلقات القادمة مجرد تمطيط غير ضروري وملء فراغ الثلاثين الحلقة بعدد ليالي رمضان لا بما تتطلبه الأحداث.
أتوقع أن ينتقل المسلسل من الترميز الفني إلى المباشَرة، فلم تبق هنالك من قضية إلا القضية الأكبر، وهي القضية الوطنية في شقها المباشر مادامت الرموز قد استُهلِكَت، وذلك لا يكون التعبير عنه إلا تعبيرا مباشرا ما دمت قد أحرقت كل أوراقك الفنية، فعند الحلقة العشرين يكون المسلسل قد استهلك كل أوراقه وأوصل الأحداث إلى الذروة، ما سيبقى بعد ذلك إلا تفاصيل ورسائل إضافية.
ولقد بدأ الترهُّل واضحاً منذ نهاية الحلقة العشرين، عندما بدأ الوالي يكشف أوراقه ويعلن بوضوح كل الحقد الذي بداخله، وهي أمور لا يكشفها عادة أي طاغية ولا يفصح عنها ولا يعترف بها أمام الناس، ويبقى ملتزما بادعاء النزاهة والشرف حتى مع المقربين، كان يمكن أن نقبل تلك الاعترافات لو جاءت على شكل مونولوج داخلي للشخصية مع ذاتها.
فماذا بعد (وصلى الله وبارك على سيدنا محمد) كما تقول قصة شهيرة في بلادنا، حيث أعطى أحدهم رشوة للأمين الشرعي ليزوِّر له في بصيرة، فأضاف الأمين عبارة استدراكيه في نهاية البصيرة، وعند التقاضي قال الطرف الآخر سيدي القاضي ماذا بعد وصلى الله وبارك، مشيرا إلى أن البصيرة قد اختُتِمت ولا يجوز بعد ذلك إضافة أي شيء، وما أضيف هو بالضرورة تزوير وتلفيق. فماذا بعد صلى الله وبارك في مسلسل العالية.