تعرّف على 6 قضايا محورية تكشف من يرعى مشروع الطائفية بالمنطقة ” السعودية أم إيران ”
في ظل تراشق الاتهامات بين من تسبب في كل ما يحدث في اليمن وسوريا والعراق، واتهامات للتدخل الإيراني في تلك الدول، وأخرى للدور السعودي المؤثر على تلك الدول .
" المشهد اليمني " في هذا التقرير يناقش 6 قضايا محورية تعيشها المنطقة، تلخص الواقع الذي تعيشه المنطقة، وتكشف من يدعم مشروع الطائفية في المنطقة ويرعاه السعودية أم إيران .
1 – القضية العراقية :
لو نظرنا للتأثير السعودي والإيراني في العراق، لوجدنا أن السعودية السنية تعاونت لإسقاط نظام صدام السني لبعد سياسي وليس طائفي او مذهبي .
بعد اسقاط نظام صدام حسين من قبل أمريكا واحتلالها للعراق، سارعت في تسليمه لإيران، ولم يكن تدخل إيران في العراق ناتج عن بعد سياسي كحال التدخل السعودي، ولكنه ناتج عن بعد مذهبي وطائفي، وبهذا فإيران هي الراعي الرسمي للطائفية في العراق حيث أوجدت نظام طائفي متطرف في العراق، وشجعت الطائفة الشيعية ومكنتها من مفاصل الدولة وأقصت الطائفة السنية .
2 – القضية السورية :
في سوريا تدخلت إيران لإبقاء نظام الأسد، وتدعمه على بعد طائفي، ودليل على ذلك إقحامها لحزب الله اللبناني في الصراع السوري كونه شيعي ومن قبلها، مما تسبب في خلق الطائفية في سوريا وتحويل الثورة السورية الى صراع طائفي ومذهبي .
أما بالنسبة للسعودية فلا يوجد لها أي دور واضح في دعم الشعب السوري أو دعم الأطراف السورية التي تسعى الى إسقاط نظام الأسد غير محاربتها لنظام بشار إعلامياً ومساندتها للشعب السوري إعلامياً فقط وهذا هو الدور الواضح للسعودية .
3 – القضية اليمنية : جماعة الحوثي وجماعة الحجوري ( مران ودماج )
كانت السعودية تدعم التيار السلفي في اليمن بمنطقة دماج بصعدة والمتمثل في مقبل الوادعي المؤسس الأول وخلفه يحيى الحجوري، والذي ظل متمسكاً بدعوته السلمية ولم يكن له أي نشاط مسلح لعقود من الزمن الى أن تم تهجيرهم من قبل جماعة الحوثي العام الماضي .
أما إيران فكانت تدعم جماعة الحوثي التي انشقت عن المذهب الزيدي وتحولت الى جماعة متطرفة بعد تلقيها دعم مسلح من إيران وأفكار متطرفة، ودشنت حربها على كافة الجماعات المخالفة لها وبدأت بتهجير سلفيي دماج، ولا تزال تواصل محاولة نشر نفوذها وسيطرتها بقوة السلاح وببعد طائفي ومذهبي ناسفة كل الجماعات المخالفة لها .
4 – القضية اللبنانية :
كانت السعودية تدعم الحكومة اللبنانية المتمثلة في رفيق الحريري دعماً لوجستياً بسيطاً بطريقة رسمية، بينما كانت إيران تدعم حزب الله اللبناني بطريقة غير شرعية، وزودته بمختلف الأسلحة ودربت الآلاف من منتسبيه، وشكلت قوة عسكرية تمردت على الحكومة وسيطرت على القرار في لبنان بقوة السلاح .
5 – قضية الاغتراب في السعودية وإيران :
يذهب مئات الآلاف من اليمن وسوريا ولبنان والعراق الى الغربة في السعودية للعمل فيها، ويعودون بالأموال التي اكتسبوها من العمل لتقوت أسرهم وتبني مستقبلهم ببلدانهم ومن ثم يعودون الى السعودية، ويمكثون عشرات السنين يتنقلون بين السعودية وبلدانهم يعيشون أنفسهم وأسرهم من بعدهم من خلال ممارستهم أعمال وحرف مهنية وتجارية بالسعودية .
بينما إيران يذهب إليها الآلاف من اليمنيين والسوريين والعراقيين واللبنانيين المدينين بالولاء لها، ويتم إرسالهم عن طريق منسقين بتلك ببلدانهم، ويحصلون على منح للسفر ويمكثون لسنوات في إيران، ومن ثم يعودون بأفكار متطرفة ومعادية لإخوانهم وأبناء شعبهم، ويمارسون أعمال عنف وقتل ضد أبناء شعبهم كما يحصل الآن في اليمن وحصل ويحصل في العراق وسوريا ولبنان .
6 – قضية شيعة السعودية والخليج :
يتعامل النظام السعودي مع الأقلية الشيعية في القطيف وبعض مناطق الجنوب كما يتعامل مع كافة أطياف الشعب السعودي، وربما يقدم خدمات لتأمين مناطقهم أعظم من الغالبية السنية، وقد اتضح ذلك في تعامل السلطات مع تفجيرات جامع القديح واهتمامها الكبير بها وملاحقة الجناة ومحاربتها لداعش .
بينما إيران تحاول استثمار تلك القضايا واستغلالها لخلق الطائفية وصناعتها بالسعودية والخليج، ليتناحر الشعب السعودي وكذلك الخليجي فيما بينه رغم الخدمات الانسانية التي تقدمها الأنظمة الخليجية السعودية والكويتية لمواطنيها دون تفريق .
هكذا تحاول إيران استغلال مثل هكذا قضايا لصناعة الطائفية في السعودية والكويت كما صنعتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، بينما السعودية لا توجد لديها أي نوايا لاستغلال قضية الأقلية السنية المضطهدة في الأحواز بإيران .