الحصبة تهدد حياة الأطفال في الضالع وسط أزمة صحية مستمرة

كشفت مصادر طبية مطلعة عن تصاعد مقلق في أعداد الأطفال المصابين بمرض الحصبة في محافظة الضالع، جنوب اليمن، حيث سجلت الإصابات زيادة غير مسبوقة خلال الأسابيع الأخيرة.
وأفادت المصادر أن المئات من الأطفال قد أصيبوا بهذا المرض شديد العدوى، مما أثار حالة من الهلع بين الأهالي وسط نقص حاد في الموارد والإمكانات الصحية.
انتشار واسع وضغط على المرافق الصحية
تشير التقارير الطبية إلى أن المستشفيات والمراكز الصحية في عموم مديريات محافظة الضالع تستقبل يومياً عشرات الحالات الجديدة، ما يضع ضغطاً كبيراً على الكوادر الطبية والخدمات الصحية المتاحة.
ومع استمرار تزايد الإصابات، تعاني المرافق الصحية من نقص في الإمدادات الطبية الأساسية والأدوية اللازمة لعلاج المرضى، فضلاً عن نقص الكادر الطبي المدرب نتيجة الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي تشهدها البلاد.
وفي ظل غياب برامج التطعيم الشاملة وتراجع خدمات الرعاية الصحية الوقائية، تحولت الحصبة إلى وباء يهدد حياة الأطفال بشكل خاص، خاصة وأنهم الفئة الأكثر عرضة لمضاعفات المرض مثل الجفاف والالتهاب الرئوي.
محافظة تعز تسجل إصابات مرتفعة أيضاً
لم تقتصر ظاهرة تفشي الحصبة على محافظة الضالع فقط، بل شهدت محافظات أخرى مثل تعز ارتفاعاً مقلقاً في أعداد الإصابات.
وكشفت إحصائيات حديثة صادرة عن الإعلام الصحي اليمني عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" تسجيل نحو 400 حالة إصابة بالحصبة في محافظة تعز منذ بداية العام الحالي.
وأوضحت البيانات أنه تم تسجيل 382 حالة مشتبه بها بين الأول من يناير و11 مارس الماضيين، وهو ما يعكس معدلات انتشار عالية للمرض.
أرقام مقلقة ونقص في الاستجابة
يشكل هذا التفشي تحدياً كبيراً للقطاع الصحي الذي يعاني أساساً من انهيار شبه كامل بسبب استمرار النزاع في اليمن منذ سنوات.
ويتسم النظام الصحي في المحافظات اليمنية بعدم قدرته على توفير اللقاحات الأساسية للأطفال، مما يجعل السكان أكثر عرضة للأمراض المعدية مثل الحصبة والتيتانوس والحصبة الألمانية.
وحذرت منظمات صحية دولية من أن استمرار غياب الاستجابة الفعالة لمواجهة هذه الأزمة يمكن أن يؤدي إلى كارثة صحية واسعة النطاق، خاصة مع بدء موسم الأمطار الذي قد يزيد من معدلات انتشار الأمراض المنقولة بالهواء أو المياه.
نداء عاجل لتوفير الدعم الصحي
دعت المصادر الطبية الجهات الحكومية والمنظمات الدولية إلى التدخل العاجل لتوفير اللقاحات اللازمة وتعزيز الجهود الوقائية لاحتواء الوباء.
وأكدت الحاجة إلى حملات توعية مجتمعية حول أهمية التطعيم وطرق الوقاية من المرض، بالإضافة إلى دعم المرافق الصحية بالأدوية والمعدات اللازمة.
كما طالبت المجتمع الدولي بتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لدعم القطاع الصحي في اليمن، الذي يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الصحية في العالم.
وشددت المصادر على أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات جادة لتجنب المزيد من الخسائر البشرية، خاصة بين الأطفال الذين يمثلون مستقبل البلاد.
الحصبة: مرض قابل للوقاية لكنه يشكل تهديداً خطيراً
تجدر الإشارة إلى أن مرض الحصبة هو أحد الأمراض الفيروسية شديدة العدوى التي يمكن الوقاية منها من خلال التطعيم.
ومع ذلك، فإن غياب التغطية الشاملة للقاحات في اليمن يجعل السكان، وخاصة الأطفال دون سن الخامسة، عرضة لمضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات.
وتتمثل أعراض الحصبة في ارتفاع درجة الحرارة، والطفح الجلدي، والسعال، وسيلان الأنف، والتهاب العيون. وفي حال عدم الحصول على العلاج المناسب، يمكن أن يؤدي المرض إلى مضاعفات خطيرة تشمل الالتهاب الرئوي والتهاب الدماغ.
إن الوضع الصحي المتدهور في اليمن يدق ناقوس الخطر بشأن انتشار أمراض كان بالإمكان السيطرة عليها عبر التدخلات الوقائية البسيطة.
ومع استمرار ارتفاع أعداد الإصابات بالحصبة في محافظتي الضالع وتعز، يتطلب الأمر تضافر الجهود المحلية والدولية لحماية السكان من هذه الأزمة الصحية المتنامية.