الأربعاء 16 أبريل 2025 07:10 صـ 18 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

السياسي نجيب غلاب يشن هجوماً لاذعاً على الحوثيين: ”أتباعهم بحاجة إلى مصحة نفسية أو قوة ضاربة”

الثلاثاء 15 أبريل 2025 01:00 صـ 17 شوال 1446 هـ
عناصر حوثية
عناصر حوثية

في تصريحات حادة وجريئة، شن السياسي اليمني البارز نجيب غلاب هجوماً لاذعاً على جماعة الحوثيين وسلوكياتهم، معتبراً أن أتباع الجماعة بحاجة إلى "مصحة نفسية أو قوة ضاربة تعلمهم أنهم مرضى وجريمة". جاءت هذه التصريحات في سياق انتقاده الشديد للعقائد والمناهج الفكرية التي تتبعها الجماعة وأثرها السلبي على المجتمع اليمني.

ووصف غلاب قادة الحوثيين بلهجة ساخرة، قائلاً إنهم "يخزنون القات ثم يخرجون ليعلنوا أنهم يقاتلون العالم وأنهم الأقوى فيه"، قبل أن "يأخذوا حبة كبتاجون" في إشارة إلى المخدرات التي يتم تداولها بين بعض عناصر الجماعة.

وأشار إلى أن هذا السلوك يعكس حالة من الانفصام عن الواقع والتضليل الذاتي الذي تمارسه الجماعة لتبرير أعمالها العدائية.

وفي سياق حديثه، لم يكتفِ غلاب بالنقد الساخر، بل وجه انتقادات لاذعة لما وصفها بـ"العقائد المشوهة" التي تروج لها الجماعة. وقال إن بعض أتباع الحوثيين يعتقدون بأن "الهاشمي هو الشخص الموحى إليه وأن الله موظف عنده"، بينما "الزنبيل (المقصود هنا العامة من الناس) يعتبر نفسه عبداً مستعداً للموت دفاعاً عن السيد العلم".

واستخدم غلاب هذه العبارات للتعبير عن التمايز الطبقي والديني الذي تنتهجه الجماعة واستغلالها للفقراء والمهمشين لتحقيق أهدافها السياسية والعسكرية.

وشدد غلاب على أن مثل هذه العقائد لا تؤدي إلا إلى تمزيق النسيج الاجتماعي وزعزعة الاستقرار في البلاد.

وأكد أن الجماعة ليست فقط مشكلة سياسية أو عسكرية، بل هي أيضاً ظاهرة نفسية واجتماعية تحتاج إلى معالجة جذرية. واعتبر أن الحل الأمثل لمواجهة هذه الظاهرة هو "إما إعادة تأهيل أتباعها نفسياً وإما استخدام القوة الضاربة لإيقافهم عند حدودهم".

خلفية الصراع

تأتي تصريحات نجيب غلاب في ظل استمرار الحرب المستعرة في اليمن منذ سنوات، والتي تلعب فيها جماعة الحوثيين دوراً محورياً.

الجماعة، التي تسيطر على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من شمال البلاد، تواجه اتهامات متكررة من قبل الحكومة الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية بالسعي إلى فرض مشروع طائفي وتوسيع نفوذها عبر العنف والإكراه.

كما تتهم الجماعة باستخدام الدين كأداة للسيطرة على عقول الأتباع وتجنيدهم لصالح مشروعها السياسي.

رسائل غلاب

يبدو أن تصريحات غلاب تحمل رسائل متعددة الأبعاد؛ فهي تسعى أولاً إلى تسليط الضوء على الطبيعة النفسية والفكرية لأتباع الحوثيين، وتدعو ثانياً إلى تعزيز الجهود الدولية والإقليمية لمواجهة الجماعة ليس فقط عسكرياً، بل أيضاً ثقافياً واجتماعياً.

كما تهدف إلى تحريك النقاش حول ضرورة إعادة النظر في السياسات المتبعة لحل الأزمة اليمنية، بما يشمل التركيز على الجانب الإنساني والنفسي للأفراد الذين تم تجنيدهم أو غسل أدمغتهم.

ردود الفعل المحتملة

من المتوقع أن تثير تصريحات غلاب جدلاً واسعاً بين مختلف الأطراف المعنية بالشأن اليمني. فمن جهة، قد يجد البعض كلماته قاسية ومبالغ فيها، خاصة أولئك الذين يرون أن الحلول السياسية يجب أن تكون الأساس.

ومن جهة أخرى، قد يلقى تصريحاته ترحيباً من قبل منتقدي الحوثيين ومعارضيهم، الذين يرون في الجماعة تهديداً وجودياً للدولة اليمنية وللقيم الإنسانية.

في النهاية، يبقى السؤال المطروح: هل يمكن أن تكون "المصحة النفسية" أو "القوة الضاربة" حلاً عملياً لمواجهة ظاهرة الحوثيين؟ أم أن الأمر يتطلب استراتيجية أكثر شمولية تجمع بين الحلول العسكرية والسياسية والثقافية؟

تأتي تصريحات نجيب غلاب كجزء من النقاش المتنامي حول كيفية التعامل مع واحدة من أعقد الأزمات في المنطقة، حيث يبدو أن الجميع يبحث عن حلول مبتكرة وغير تقليدية لإنهاء معاناة الشعب اليمني واستعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد.