الثلاثاء 29 أبريل 2025 06:49 صـ 2 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

أوضاع مأساوية تعيشها الأسر العدنية جراء انهيار خدمة الكهرباء وتنامي معاناة المواطنين

الثلاثاء 29 أبريل 2025 03:02 صـ 2 ذو القعدة 1446 هـ
الاوضاع في عدن
الاوضاع في عدن

في مشهد يعكس حجم المعاناة الإنسانية التي باتت تعيشها العاصمة المؤقتة عدن، أفاد مواطنون بأن العشرات من الأسر اضطرت لمغادرة منازلها واللجوء إلى العراء والسواحل هرباً من حرارة الجو الخانقة جراء استمرار انهيار خدمة الكهرباء لليوم الرابع على التوالي.

وقال سكان محليون إن هذه الأسر، التي فقدت القدرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة داخل المنازل، لجأت إلى إقامة خيام مؤقتة أمام السواحل البحرية في عدد من المناطق، حيث أصبحت تعتمد على الهواء الطبيعي والتواجد في أماكن مفتوحة للحصول على قسط من الراحة خلال الليل.

معاناة يومية بلا حلول

ويشير المواطنون إلى أن استمرار الانقطاع الكامل للكهرباء لأكثر من 12 ساعة يومياً قد زاد من معاناتهم، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وغياب أي حلول مستدامة من قبل الجهات المسؤولة.

وأكدوا أنهم يواجهون صعوبة كبيرة في توفير المياه الصالحة للشرب أو تشغيل المراوح التي تعتمد عليها غالبية الأسر للتخفيف من حدة الحرارة.

"نحن نعيش كابوساً حقيقياً"، يقول محمد علي، أحد سكان منطقة خور مكسر، الذي أكد أنه وزوجته وأطفاله الثلاثة اضطروا للخروج من منزلهم في ساعات الليل بعد أن أصبح الجو لا يُطاق.

وأضاف: "أحضرنا بعض البطانيات وبعض الأغطية القديمة ووضعناها على الأرض لنتمكن من النوم تحت السماء المفتوحة".

السواحل ملاذاً أخيراً

وبحسب شهادات السكان، فإن السواحل باتت الملاذ الأخير للأسر التي فقدت الأمل في عودة التيار الكهربائي بشكل طبيعي. وأشار البعض إلى أنهم بدأوا في استخدام أدوات بسيطة مثل الأقمشة والحبال لإنشاء خيام بدائية توفر لهم بعض الحماية من البعوض والحشرات المنتشرة بكثافة في تلك المناطق.

"لا يوجد لدينا خيار آخر"، تقول فاطمة أحمد، وهي أم لثلاثة أطفال من منطقة الشيخ عثمان. "الأطفال يعانون بشدة من الحر، ولا نملك المال لشراء مولدات كهربائية أو حتى الوقود لها. لذلك قررنا المجيء إلى هنا والاستمتاع بالهواء البارد القادم من البحر".

غياب المسؤولية الحكومية

وانتقد المواطنون بشدة غياب الاستجابة الحكومية لتدهور الوضع، حيث يرى الكثيرون أن السلطات المحلية لم تقدم أي خطوات عملية لمعالجة المشكلة المستمرة منذ سنوات.

وقال عدد منهم إن الانقطاعات المتكررة للكهرباء ليست جديدة، لكنها تفاقمت بشكل غير مسبوق هذا العام بسبب نقص الوقود وسوء إدارة القطاع الكهربائي.

بدوره، أوضح المهندس عبد الرحمن صالح، أحد العاملين السابقين في شركة الكهرباء بعدن، أن المشكلة الأساسية تكمن في غياب التمويل اللازم لصيانة المحطات وتأمين الوقود اللازم لتشغيلها.

وأضاف: "الأزمة ليست تقنية فقط، بل هي أيضاً سياسية وإدارية.

هناك حاجة ماسة إلى تدخل عاجل من الحكومة المركزية لتوفير الدعم المالي والتقني لتحسين وضع الكهرباء".

نداء إنساني عاجل

وسط هذه الظروف الصعبة، دعا المواطنون المنظمات الإنسانية والجهات المسؤولة إلى التدخل الفوري لتوفير الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك المياه الصالحة للشرب والمراوح الشمسية التي يمكن أن تساهم في تخفيف معاناتهم. كما طالبوا بحلول جذرية للأزمة الكهربائية التي أصبحت تمثل عبئاً كبيراً على حياتهم اليومية.

وفي الوقت الذي تواصل فيه الأسر العدنية نزوحها نحو السواحل، يبقى السؤال قائماً حول متى ستنتهي هذه المعاناة، وما إذا كانت الجهات المسؤولة ستتحرك بجدية لإنقاذ المدينة من هذا الوضع الكارثي.


تظل معاناة سكان عدن انعكاساً صارخاً للأزمات المتراكمة التي تضرب البلاد، حيث يدفع المواطن البسيط ثمناً باهظاً نتيجة الإهمال وضعف البنية التحتية.

وبينما ينتظر الناس بصبر نافد تحسناً في أوضاعهم المعيشية، يظل البحر الملاذ الوحيد للهروب من لهيب الحرارة وصعوبة الحياة.

موضوعات متعلقة