”المشهد اليمني” يرصد تغطية كبرى الصحف الامريكية لرحلة اجلاء 19 من يهود اليمن سرا الى اسرائيل

رصد المشهد اليمني التغطية الخاصة والتفاصيل الحصرية التي تفردت بها صحيفة النيويورك تايمز والواشنطن بوست حول عملية اجلاء 19 يهودي يمني في عملية سرية ابتداءت من اليمن وصولا الى اسرائيل .

"و اخيرا حطوا رحالهم في اسرائيل. وصلوا في وقت متأخر من الليل وكان اخر الواصلين رجل يرتدي بذلة سوداء ، ومخفي شعر رأٍسة بشيء من اللباس التقليدي اليمني ، تجر يده حقيبة ذات اطارات صغيرة ، وبصحبته امراءه منقبة يغطي كامل جسدها رداء اسود طويل ، حاملة طفلها النائم الذي على ما يبدو انهكته المسافات المتباعدة التي قطعت في سبيل الوصول الى اسرائيل . كان ضمن الواصلين ايضا حاخام يحمل برفق وعناية بالغة مخطوطات للتوراة يعتقد ان عمرها يتعدى ال 500 عام."
كان هؤلاء ضمن مجموعة تبلغ 19 يمني يهودي تم انتشالهم من ويلات حرب طاحنة تكاد تقضي على كل شيء في بلدهم اليمن ، في عملية انقاذ سرية استغرق تنفيذها شهرا كاملا ، حسب ما نقلته الوكالة اليهودية في تصريحاتها يوم امس الاثنين.
و بمجرد وصول المجموعة الى مطار بن جورون الدولي في تل ابيب، هرع احد ممثلي الفريق الاعلامي للوكالة اليهودية المقربة من الحكومة الاسرائيلية بالتقاط عدة صور توثق الوصول الذي طال انتظاره والذي تحقق اخيرا في وقت متأخر من مساء الاحد الفائت.

وتمتد اصول هذه المجموعة الى فئة من اليهود كانت ذات نشاط ملحوظ في العقود الماضية التي لم يكن لها الا ان تخضع للاضطهاد الذي استهدف كبح انشطة اليهود ، بل وجعلهم عرضة للخطر في اليمن التي تعاني الان من حرب قد تعرض احفاد اسلاف اليهود في خطر داهم ومحدق اكثر من أي وقت مضى.

وفي تصريح لرئيس الوكالة اليهودية في اسرائيل ، قال ناتان شارانسكي ، ان عملية الانقاذ الاخيرة والتي تكللت بالنجاح تذكرة جيدة بعملية السجادة الحمراء السحرية التي نفذتها الوكالة اليهودية عام 1949.

وأضاف رئيس الوكالة ان تلك العملية التي تمت على مراحل بين عامي 49 – 50 نجحت في اجلاء ما يقارب 50 الف يهودي من يهود اليمن الى اسرائيل."

اما الواشنطن بوست فقد ركزت في تغطيتها على المناطق التي ينتمي اليها اليهود اليمنيين داخل اليمن وكذلك الدور الذي لعبتة دولة شرق افريقية في عملية التهريب بالتعاون مع الولايات المتحده وبريطانيا.

"كشفت المصادر الاعلامية في اسرائيل الى14 من ال 19 الذين تم نقلهم سرا من اليمن الى اسرائيل في هذه العملية هم من ابناء مدينة ريده الواقعة شمال اليمن من ضمنهم الحاخام اليهودي. اما الخمسة الاخرين فهم من ابناء العاصمة صنعاء.
و اوضح الخبير في شئون اليهود اليمنيين البروفسور في جامعة تل ابيب اوزي رابي ، والذي كان ضمن الفريق اليهودي القائم على العملية ، ان من بين 40 الى 50 يهودي يمني فضلوا البقاء في اليمن . واردف قائلا " غالبية من تبقى من اليهود في اليمن يقطنون في احد المجمعات شديدة التحصين والحماية في منطقة تابعة لاحدى السفارات الغربية التي اوقفت نشاطها في العاصمة صنعاء بسبب الحرب الجارية".

و هنأ اوزي رابي المجموعة التي وصلت بسلام الى تل ابيب واصفا اياها مجموعة " وصلت من مهد الحضارة ، من الارض التي ابتداء فيها كل شيء في هذا العالم".

اما حول تفاصيل العملية وكيفية النجاح بوصول هذه المجموعة فيبقى الامر سرا كبيرا خاصة وان العملية تمت بدون أي تنسيق دبلوماسي مع المسئولين اليمنيين . الا ان الامر الاكيد ان امريكا وبريطانيا تدخلتا بشكل مباشر وكانت لهم اليد الطولى في مد يد العون وتسهيل كل العقبات خلال الرحلة الشاقة التي نجحت وبسرية تامة.

الا ان مسئولا اسرائيلا رفيع ، فضل عدم الكشف عن اسمه ، خص الواشنطن بوست نتصريح مفاده انه على الارجح ان العملية تمت عبر قنوات تواصل بالبداية مع رجال قبائل ومن ثم تهريب المجموعة الى دولة شرق افريقية يرجح انها اثيوبيا التي تربطها علاقات متينة مع اسرائيل والتي سهلت بدورها التنسيق مع باقي القنوات اللوجستية التي عبر خلالها افراد المجموعة ال 19.

وعلى ما يبدو ان هناك تعليمات مشددة بعدم الكشف حتى عن اذا ما كان سفر اليهود اليمنيين تم بحرا او جوا بسبب تفضيل المسئولين الاسرائيلين الابقاء على هذا المسلك السري آمنا وبعيدا عن متناول القنوات الاعلامية أو الدبلوماسية للاستفادة منه في وقت لاحق اذا ما قرر من تبقى من يهود اليمن الهجرة الى اسرائيل.