(اب وابنه ) يرويان كيف بترت ألغام الحوثي وصالح قدميهما.. وكم يدفعون من اموال مقابل زرعها

يمثل العم "علي صالح بكاري" الموظف في مطار عدن وابنه محمد، عيّنة بسيطة من مئات الضحايا المدنيين الذين كُتبت لهم الحياة؛ لكنهم سيعيشون بقيتها بإعاقات مستديمة نتيجة انفجار ألغام دأبت الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح على زرعها بشكل عشوائي في أنحاء متفرقة من المدن والمحافظات وحتى القرى والريف اليمني.

يروي العم "بكاري" لـ"سبق" قصة إصابتهما بانفجار لغم تَسَبّب في بتر قدمه اليمنى ثم بعدها بشهرين إصابة ابنه محمد بلغم أدى لبتر قدمه اليسرى بقوله: "في 27/ 7/ ٢٠١٥ كنت في مطار عدن وفي منطقة مدنية 100% وليست عسكرية، وأثناء عملي على مسافة 100م فقط من المدرج، فجأة انفجر فيّ لغم بعد أن دسته بقدمي دون أن أتنبه له، وقد نُقلت حينها إلى المستشفى، وهناك قرر الأطباء بتر رجلي اليمنى من تحت الركبة".

وأشار إلى أن ابنه محمد انفجر فيه لغم، أيضاً، وبُترت قدمه اليسرى، ولله الحمد على كل حال؛ مضيفاً: "أعداد ضحايا الألغام التي زرعها الحوثيون وقوات المخلوع في اليمن بشكل عشوائي، كبيرة، وتتجاوز الأرقام المعلن عنها؛ بحسب ما شاهده في المستشفيات التي تعالج فيها؛ موضحاً أنهم كانوا بالمئات، وتجاوزوا الألف ما بين جريح ومصاب وشهيد".

وتابع: "ما تم توثيقه من ضحايا الألغام فقط 30%؛ أما الواقع المشاهد فهم لا يقلون عن 50%"؛ محذراً من أن الطريق ما بين عدن وأبين خطير ومزروع بالألغام"؛ مضيفاً: "خطورة هذه الألغام تتضاعف في ظل زراعتها بشكل عشوائي من قِبَل الميليشيات الحوثية!".

وأردف: "وجدنا، أيضاً، أن الحوثيين يعرضون مبالغ على المدنيين لزراعة الألغام؛ فقد نقل لنا أحد السكان في محافظة لحج، أنهم عرضوا عليه مبلغ ألف ريال يمني مقابل زراعة كل لغم!".

ودعا "بكاري": الحكومة اليمنية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لدعم المركز الوطني اليمني للألغام، وللمسارعة في نزع هذه الألغام كي لا تحصد مزيداً من الضحايا؛ محذراً في الوقت نفسه من خطورة الطلقات عيار 23 ملم المضادة للطيران أو المدفعية، والتي يوازي ضحاياها -بحسب "بكاري"- الآلاف من ضحايا الألغام؛ كون طولها لا يتجاوز 3 سم؛ مضيفاً أنها موجودة بالآلاف ومغروسة في كل مكان، وقد يعبث بها الأطفال فتتفجر فيهم!

وتحدّث الشاب محمد علي صالح بكاري لـ"سبق"، عن ظروف إصابته بانفجار لغم في مطار عدن الدولي، أدى إلى بتر قدمه اليسرى بقوله: "في طريق عودتنا بالسيارة بعد استخراج بعض الألغام، انفجر بنا لغمان داخل وخارج السيارة أدى إلى استشهاد زميلي قائد الفريق وإصابتي ببتر رجلي اليسرى وكسر في مفصل اليمنى؛ بينما حدثت إصابات طفيفة لاثنين آخريْن كانا معنا بالسيارة".

وأشار إلى أنه لم يحصل على أي تعويض مادي جراء إصابته؛ مطالباً الحكومة اليمنية بسرعة نقل الحالات الخطيرة للعلاج خارج اليمن، وتوفير المعدات والآليات المناسبة للفنيين والعاملين في نزع الألغام؛ مبيناً أن أعداد المصابين والجرحي في اليمن بالمئات؛ جراء الزرع العشوائي للألغام من قِبَل الميليشات المتمردة.

وكان المصابان علي بكاري وابنه محمد بكاري، قد عَرَضا قصتهما، أمس، على هامش ندوة "الألغام تحصد أرواح الأبرياء في اليمن"، مساء أمس الأربعاء، بقاعة المكارم فندق الماريوت بالرياض.

وكشفت الندوة التي نظّمها التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، أن عدد القتلى في اليمن جراء استخدام ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح لزراعة الألغام في شهريْ أغسطس ويوليو من العام الماضي، بلغ 251 قتيلاً و335 جريحاً؛ من بينهم الأطفال والنساء والمدنيون، ورجال المقاومة وفريق أعضاء نزع الألغام.

وتصدّرت محافظة لحج، قائمة المحافظات الأكثر عدداً في القتلى، بـ96 قتيلاً و76 جريحاً، تلتها محافظة عدن بـ75 قتيلاً و120 جريحاً، ثم محافظة مأرب بـ37 قتيلاً، و98 جريحاً؛ فمحافظة أبين بـ24 قتيلاً و19 جريحاً، ومحافظة الضالع بـ19 قتيلاً و22 جريحاً.