علي الجرادي
كادت الدنيا ان تكون دار جزاء
حين اتفق ثنائي الانقلاب والتمرد على تشكيل المجلس السياسي كان واضحا انها خطوة تكتيكية بايعاز من المخابرات الايرانية هدفها..
..سحب ما تبقى من قوات عسكرية تدين بالولاء لصالح الى ساحة المعركة.
..محاولة البحث عن مشروعية اقليمية او دولية
..توريط صالح واسرته وقيادات عسكرية مواليه له بمسؤليتها القانونية في جريمة الانقلاب وما يترتب عليها مستقبلا في حالة انتصار معسكر الشرعية .
راهن صالح على التحالف مع ( جناح القبائل ) في حركة الحوثي لاستعادة احلامه السياسية التي تتبدد كل يوم..لكن المراهنه اخفقت اذ سيكون من المستحيل ان تسلم اسرة الحوثي جزء من سلطاتها (التي تعدها هبه من الله خصهم بها عن بقية اليمنيين ) الى الجناح القبائلي داخلها او الى شخص صالح او افراد حزبه بوصفهم غير مخصوصين بالمنحة الالهية ولا ينحدرون من العرق الاصطفائي حسب نظرية الولاية في البطنيين .
..صالح وبقية رفاقه يغوصون في الرمال ويبحثون عن مخرج طوارئ..
محمد الحوثي عاد حاكما والغى المجلس السياسي فهو من يحكم المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلاب ويصدر قرارات التعيين ويزيح رجال صالح ويتصدر المشهد السياسي...
من راهن عليهم صالح في حركة الحوثي هم مجرد موظفين او في احسن الاحوال تلاميذ لدى الحوثي..
صالح كان يكرر دائما مقولة (كادت الدنيا ان تكون دار جزاء) عندما يحكي لجلساءه قصته مع نائبه السابق علي سالم البيض ويستعرض كيف ان البيض دعم جبهة ظفار ضد عمان حينما حكم الجنوب وان دولة عمان هي التي وفرت للبيض اللجوء السياسي لاحقا..
نعم كادت الدنيا ان تكون دار جزاء ...قد تكون حاكما وتمارس على الشعب بطش القوة ومكر السلطة تدور الايام وتصبح مطاردا تتوسل اخلاق محاربيك..
تدمر وتفجر بيوت خصومك وتخرجهم من ديارهم وتختطف وتعتقل..
وراينا الجزاء في اقل من عامين..
ذات يوم التقي مجلس نقابة الصحفيين بمسؤل امني رفيع اثناء حكم صالح للاحتجاج على تسريب مكالمة لاحد الصحفيين المرموقين حاليا مع زوجته..
اتذكر اني قلت له ( ابنوا مؤسسات دولة تحمي اولادكم واحفادكم لانكم لن تظلوا حكاما للابد )...