المشهد اليمني
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:05 مـ 13 ربيع أول 1446 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
سعودية تتوج بلقب ملكة جمال دبي 2024 .. شاهد من تكون؟ أبوراس يحذر من تقسيم اليمن: مليشيات الحوثي ترسخ مسار التقسيم مشاهدة مباراة الاهلي وبرسبوليس رابط بث مباشر وبدون تقطع ابطال اسيا للنخبه بعد العثور على جثة طفل.. إب تشهد مسلسلًا من الوفيات الغامضة داخل السيارات! وساطة قوية لإنقاذ رقبة سمية العاضي من الإعدام أول تحرك عسكري أمريكي إسرائيلي مشترك ضد الحوثيين بعد الهجوم بالصاروخ الباليستي على تل أبيب عاجل: مهمة الاتحاد الأوربي بالبحر الأحمر تعلن نجاح سحب السفينة اليونانية ”سونيون” دون أي تسرب نفطي عبر البث المباشر.. مشاهدة مباراة الأهلي السعودي أمام برسبوليس الإيراني بجودة HD بدون تقطيع اليابان تضع لمساتها في اليمن: مشروع ضخم يعيد الحياة ! شاهد: السعودية تعلن العمل لبناء أول محطة لإنتاج الطاقة النووية في المملكة طارق صالح في عدن يلتقي عيدروس الزبيدي ووفد من المجلس الانتقالي.. والإعلان عن تحرك مشترك مهم بدون تقطيع .. بث مباشر لمشاهدة مباراة الغرافة القطري واستقلال طهران في دوري أبطال آسيا بجودة HD

عن قلب تعافى ليصنع الفرحة للناس

هناك في العالم اليوم مليارات من البشر ولكن من بين كل هذه المليارات هناك قلة قليلة تصنع الأحداث وتؤثر في العالم إيجابا وسلبا وفي القلة الإيجابية من الشخصيات المؤثرة هناك قلة ممن يصلون إلى سفوح المجد ونخبة أقل ممن يصلون إلى قمة المجد أما الذين جمعوا المجد من كل أطرافه فهم كنوز نادرة من العظماء .

لقد قضت سنة الله في الخلق أن يكون بين كل ألف رجل رجلا بألف وبين كل مليون إنسان إنسانا بمليون وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذا الأمر بقوله : ( الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة ) .

هكذا وجدتني أكتب بعفوية مستهلا حديثي عن شخصية يمنية أرى أنها جمعت المجد من كل أطرافه وأثرت في الأحداث وصنعت الفرحة الحياتية لألاف من الناس ، قد يرى البعض أني أبالغ في إشادتي بهذا الإنسان وهذا أمر طبيعي فليس من سمع عن البحر كمن رآه ووقف في سواحله ولكني أرى أنني عندما أكتب عنه أتصالح مع ضميري وأقول الحقيقة التي أدركها جيدا والشهادة التي كتمتها لوقت طويل .

لن يستغرب من قرأ المبتدأ إن أطلع على الخبر والخبر في هذا المقام هو عن الدكتور عبد الولي الشميري الدبلوماسي والشاعر ورجل الأعمال وقبل هذا وبعده الإنسان حيث كتب بالأمس في صفحته على الفيسبوك مبشرا محبيه بأنه قد تماثل للشفاء بعد وعكة صحية استمرت لأشهر كان خلالها يخضع للعلاج في مستشفيات لندن وكانت الأف القلوب تلهج صادقة بالدعاء له بالشفاء وقد أستجاب الله لدعوات قلوب الاف المحبين لهذا الإنسان فأكرمه بالشفاء ليعود إلى ممارسة حياته التي تعني الكثير للكثير من الناس .

* سفير اليمن الثقافي

الدكتور عبد الولي الشميري الشاعر والمثقف الذي رفع اسم بلده عاليا في المحافل الثقافية العربية والدولية حتى أستحق أن يكون سفير اليمن الثقافي بلا منازع ولم يكتف بما يصوغه من شعر رقيق ونثر عميق ولكنه ظل الأب الحاني لكل مبدع يمني وعربي يلجأ إليه وفي صنعاء أسس للمبدعين " مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون " وأسس في قاهرة المعز " منتدى المثقف العربي " وجمع بين عمله سفيرا لليمن في مصر وبين جهود ثقافية أثمرت التنوير والإبداع والتشجيع للمبدعين والمثقفين فأصدر مجلتي " المثقف العربي " وتواصل " وأستكتب فيهما نخبة من أبرز الكتاب العرب وأصدر عبر مؤسسة الإبداع بصنعاء ومنتدى المثقف العربي بالقاهرة مئات الإصدارات الأدبية والثقافية والفكرية للمبدعين ظلت بعضها حبيسة الأدراج لسنوات طوال كما شجع ودفع بالكثير من المبدعين إلى عالم الإبداع والشهرة والتألق .

* جهود ثقافية كبيرة

ومع كل هذه الجهود والاعمال والمهام الكبيرة لقد وجد وقتا ليضيف إلى المكتبة اليمنية والعربية الكثير من الأعمال الشعرية والفكرية والتاريخية فهو صاحب " ألف ساعة حرب " في اليمن ومن كتب عن خبرة ودراسة في " ثقافة المقاتل " ومن رصد الاستراتيجية العسكرية لعاصفة الصحراء في كتبه النادر (الاستراتيجية العسكرية لعاصفة الصحراء) عن حرب العراق ومن درس نصوص الشعراء عن " الحرب في الأدب العربي "

ومن أخرج للنور " درر النحور " روائع الشاعر ابن هوتيمل في ثلاثة أجزاء وهو من فاض قلبه شعرا في " قيثار " وعزف أروع ألحان الإبداع في " أوتار " وقدم لنا أجمل باقة في " أزهار " ومن جمع وأصدر " شعر الحنين " في جزأين ومن عطر الآفاق بقصائد " العطر " وكتب عن " أعلام الاغتراب اليمني " ونشر المئات " من أوراق الأحرار " ومن خلد والده الراحل العلامة عبد الوارث الشميري بكتاب " الراحل السجاد " ومن كتب عن مشاكل وطنه محذرا من القادم المجهول في " شروخ في جدران الوطن " داعيا إلى ترميمها قبل أن ينهار الجدار .

كما عكف مع نخبة مساعدة على إصدار " موسوعة أعلام اليمن " وهي العمل الضخم الذي استغرق سنوات طوال وما يزال في طور الإعداد شبه النهائي .

لقد أضاف الدكتور عبد الولي الشميري رافدا كبيرا حرك المياه الراكدة في نهر الإبداع العربي وإن كانت الأحداث السياسية للأسف قد عصفت بالمنتدى والمجلتين فقد ظل الدكتور الشميري مؤسسة ثقافية متنقلة حيث يحل تغرد عصافير الشعر ويهطل الإبداع ويولد الحراك الإبداعي ويتحرك المشهد الثقافي الجامد .

* صانع الفرحة الحياتية

الدكتور عبد الولي الشميري أعرفه عن قرب فهو ليس شاعرا حالما يعيش في برج عاجي بعيدا عن واقع الناس وآلامهم وآمالهم ولكنه ذلك الشخص البسيط المواضع الذي لا ينسى مع كثرة مشاغله اهتمامه بقضايا منطقته فضلا عن حبه الخالد لوطنه اليمن وفي القلب منها تعز وفي شغافها شمير كما لا يغيب الشميري عن تفقد أقاربه ونصح من يستشيرونه ومساعدة من يحتاجونه فهو صاحب أفضال على كثير من الشباب والأسر والشخصيات العامة التي وهو من يشجع المبدع ويعالج المريض ويكفل اليتيم والأرملة ويتعاهد المتعفف ويعين عل نوائب الدهر وبيته في مصر وبريطانيا محط النخبة اليمنية والعربية من مختلف التيارات والتوجهات فعلاقته بالكل لا تنقطع مهما جرت في النهر من أحداث ومهما كانت مواقفهم فشعاره " كسب القلوب أولى من كسب المواقف " وليس في الدنيا ما يستحق الخصومة فهو رجل نبذ الحزبية وترفع عن الصغائر وليس معصوما لكن زلاته تضيع في بحر من الحسنات .

* موقف الشميري من الأحداث في اليمن

الدكتور عبد الولي الشميري كما قلت رجل نبذ الحزبية وترفع عن المكايدات السياسية والصراعات والمناكفات لقد كان يدرك منذ سنوات عديدة ومن قبل اندلاع ثورات " الربيع العربي " وما جرت من فصول فيها ما فيها أن اليمن يسير إلى المجهول ولذا قدم نصائحه لكل الأطراف و

دعا لمعالجة كافة المشاكل بالحكمة وبروح وطنية وبحسن نوايا وفي حوار مع صحيفة الشموع قدم نصائح غالية لمختلف الأطراف لكنها ذهبت سدى وأما عما يحدث الآن من حرب ومواجهات فالرجل يعرف جذورها وأهدافها ولذا بذل جهودا كبيرة مع قيادات مختلف الأطراف وحاول جمع الشمل بمصالحة وطنية شاملة وعادلة وقدم مبادرات وطنية عديدة لم تنشر تفاصيل عنها لأنها ظلت على مستوى قيادات الصف الأول في كل الأطراف ولم يستمعوا له .

* دعوته لوثيقة شرف تحقن الدماء

وفي منتصف يناير 2017م وجه الدكتور عبد الولي الشميري رسالة عاجلة إلى من وصفهم بـ"العقلاء" في كل منطقة من مناطق اليمن دعاها فيها إلى تبني كل ما من شأنه بأن يسهم في تجنيب مناطقهم ويلات ومآسي الحرب العبثية .

كما دعا إلى تحرك سريع بتعز والإتفاق على وثيقة شرف لعموم أهالي الناحية لحماية قرانا واهلنا ونساءنا وطرقنا وجبالنا من الدمار والقصف واي عدوان ولا ننجر وراء الطائشين حتى لا نكون ضحايا الحروب العبثية دون مصلحة ولا مردود من هذه الحرب لا بد ان نوقف شلال دماءنا المسفوحة دون ذنب ونستعين بالله ونشهده اننا حاولنا ننأى بقرانا واهلها من لهيب النار والقصف والصدامات .

واختتم د . الشميري رسالته تلك بالابتهال إلى المولى عز وجل بالقول : " اللهم الهم وارشد الجميع الصواب واجبر كسرنا واعد لليمن كاملا امنه واستقراره واغدق القلوب بالحب والاخاء واحقن الدماء وانا لله وانا اليه راجعون " .

وختاما أقول : إننا شعوب للأسف لا تقدر عظمائها ولا تكرم مبدعيها ولذا يبذل البعض من الشخصيات الهامة والمؤثرة الكثير من الجهود في مختلف المجالات ولا يجد سوى الجحود والنكران والبعض منا إن اختلفت معه إحدى الشخصيات في توجه أو رأي أو سمع عنها شائعة مغرضة او وجد منها زلة نسفها وغمطها حقها وشنع عليها مع أنه يدرك أنه " كفى بالمرء نبلا ان تعد معايبه

* شهادة لله ثم للتأريخ

للأسف لم نقرأ عن بعض العظماء والمبدعين ونعرف قدرهم إلا بعد رحيلهم وهذا أمر يجب أن نتجاوزه فمن أنجز شيئا لوطنه ومجتمعه يجب أن يجد الإشادة والاعتراف بالجميل والفضل ويعلم الله أنني عرفت الدكتور عبد الولي الشميري لفترة من الزمن عن قرب فوجدته رجلا قل أمثاله ويشهد الله أنني قلت بعض ما يستحق ولا يعني هذا أن الرجل ملاك فكل زلاته ولكنه بجوار بعض الزلات هناك بحر من الحسنات ورجلا جمع المجد من كل أطرافه وأحب أبناء وطنه وامته وقدم لهم الكثير أسأل أن يمتعه وكل مسلم بالصحة والعافية وأن يحقن دماء أبناء اليمن ويحل فيهم السلام والأمان والله المستعان .