الأربعاء 16 أبريل 2025 12:35 مـ 18 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الحل اليمني رهن السياسات الإيرانية: تحليل لمستقبل الصراع في ظل التحركات الإقليمية والدولية

الخميس 10 أبريل 2025 01:50 صـ 12 شوال 1446 هـ
قصف امريكي
قصف امريكي

في ظل التصعيد العسكري والدبلوماسي المتصاعد حول الأزمة اليمنية، أكد الباحث السياسي الدكتور حسين لقور أن الحل الدائم للصراع في اليمن يظل مرتبطًا بشكل وثيق بسياسات إيران، رغم الجهود الأمريكية الحالية الرامية إلى إضعاف جماعة الحوثيين عسكريًا.

جاء ذلك في سياق تحليل معمق قدمه لقور، أشار فيه إلى السيناريوهات المحتملة التي قد تؤدي إلى تحول جذري في مسار الصراع.

سيناريوهان محتملان يرسمان مستقبل الحوثيين

أوضح الدكتور لقور أن هناك سيناريوهين رئيسيين قد يؤثران بشكل كبير على مشروع الحوثيين في اليمن.

أولهما يتعلق بإمكانية أن تقدم طهران على التضحية بحلفائها في صنعاء مقابل تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية، من خلال صفقة محتملة قد تُناقش في العاصمة العمانية مسقط خلال الأسبوع القادم.

وأشار لقور إلى أن مثل هذه الخطوة قد تكون نتيجة الضغوط الدولية والعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، والتي دفعتها مرارًا إلى البحث عن تسويات مؤقتة أو تكتيكية مع الغرب.

أما السيناريو الثاني، فيتمثل في فشل المفاوضات بين إيران والقوى الدولية، مما قد يؤدي إلى تصعيد شامل قد يصل إلى حد توجيه ضربة عسكرية لإيران نفسها.

وأوضح لقور أن هذا الخيار، رغم تعقيده وخطورته، سيؤثر بشكل مباشر على الحوثيين باعتبارهم الذراع العسكرية لإيران في المنطقة.

ورأى الباحث أن كلا السيناريوهين، سواء كانا عبر التخلي الإيراني أو التصعيد العسكري، سيوجهان "ضربة قاسمة" للمشروع الحوثي الذي يعتمد بشكل كبير على الدعم الإيراني.

استمرارية الصراع رغم التغيرات

على الرغم من التوقعات بإمكانية إضعاف الحوثيين عسكريًا أو سياسيًا، استبعد الدكتور لقور أن ينتهي الصراع بشكل كامل أو سريع.

وأشار إلى أن إيران قد تواصل استخدام الحوثيين كورقة ضغط في أي مفاوضات مستقبلية أو في مواجهة أي توتر إقليمي.

وأكد أن مثل هذه الاستراتيجية قد تبقي الصراع مشتعلًا، لكن بوتيرة أقل حدة، حيث يمكن أن يستمر لسنوات طويلة دون الوصول إلى حل جذري.

وأضاف لقور أن اليمن يظل ساحة استراتيجية لصراع النفوذ الإقليمي والدولي، وأن القرارات المصيرية المتعلقة بالحوثيين ومستقبل البلاد لن تُتخذ داخل حدود اليمن، بل ستكون نتاجًا لتوازن القوى والمصالح الإقليمية والدولية.

اليمن: ضحية الجغرافيا السياسية

في ختام تحليله، أكد الدكتور لقور أن اليمن يدفع ثمن موقعه الجغرافي المهم في منطقة الخليج العربي، والذي يجعله دائمًا عرضة لصراعات القوى الكبرى.

وأشار إلى أن "نهايات الميليشيات الحوثية"، إن حدثت، ستكتب في عواصم القرار الدولي وليس في صنعاء.

وشدد على أن أي حل مستدام للأزمة اليمنية يتطلب معالجة شاملة للقضايا الجذرية التي أدت إلى استمرار الصراع، بما في ذلك الفقر، والتهميش، والتدخلات الخارجية.

موضوعات متعلقة