رئيس المهمشين ينتقد قبائل بكيل وحاشد: ”ارتضيتم العبودية”

في تصريح لافت أثار جدلاً واسعاً، وجه رئيس المهمشين في اليمن، نعمان الحذيفي، انتقادات حادة للقبائل الكبرى في البلاد، وعلى رأسها قبائل بكيل وحاشد وخولان وهمدان، متهماً إياها بالتخلي عن دورها التاريخي والوطني في ظل سيطرة جماعة الحوثيين على مناطقها.
الحذيفي، الذي يُعتبر صوتاً بارزاً للمهمشين في اليمن، وجّه رسالته عبر تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي
وفي التغريدة، أعرب عن استغرابه الشديد واستيائه من "صمت" هذه القبائل التي كانت يوماً مضرب المثل في الوطنية ورفض الخضوع إلا لله، كما قال.
وتساءل الحذيفي في تغريدته: "أين الأحرار من قبائل بكيل وحاشد وخولان وهمدان؟"، معبراً عن دهشته من "تخليهم عن حريتهم" و"ارتضائهم لأنفسهم قسراً العبودية"، في إشارة إلى ما اعتبره خضوعاً لتسلط جماعة الحوثيين.
وأضاف قائلاً: "ماذا دهاكم وأنتم أصل العرب وحملة لواء الرسالة؟ يخس عليكم".
انتقاد لاذع ورسالة تحدي
تعكس تصريحات الحذيفي غضباً عارماً تجاه ما يراه تخاذلاً من قبل القبائل اليمنية الكبرى التي طالما لعبت دوراً ريادياً في تاريخ اليمن السياسي والاجتماعي.
فقبائل بكيل وحاشد، وهما من أكبر القبائل في البلاد، تعتبران ركيزتين أساسيتين في النسيج القبلي اليمني، وقد شكلتا على مر التاريخ قوة مؤثرة في مواجهة الطغاة والمستبدين.
لكن الحذيفي يرى أن هذه القبائل اليوم لم تعد تقدم النموذج ذاته، حيث يتهمها بالسكوت أمام ما يصفه بـ"الاستبداد" الذي تمارسه جماعة الحوثيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأشار إلى أن هذا الصمت يتناقض تماماً مع الموروث الثقافي والتاريخي لهذه القبائل، التي كانت دائماً رمزاً للحرية والكرامة.
إحياء الذاكرة التاريخية
وفي خطابه، استحضر الحذيفي الذاكرة التاريخية لقبائل اليمن، مشدداً على أنها كانت دائماً في طليعة الرافضين للظلم والاستبداد.
وقال: "قبائل اليمن كانت مضرب المثل في الوطنية ورفعت راية الحرية عالياً"، متسائلاً بمرارة عما إذا كان الزمن قد أصاب هذه القبائل بالوهن والضعف حتى أصبحت غير قادرة على الوقوف في وجه الظلم.
كما أشار إلى الدور التاريخي الذي لعبته قبائل بكيل وحاشد وخولان وهمدان في حمل لواء الرسالة الإسلامية، معتبراً أن هذه القبائل كانت تمثل "أصل العرب" ونموذجاً يحتذى به في الشجاعة والكرامة.
ردود فعل متباينة
من المتوقع أن تثير تصريحات الحذيفي ردود فعل متباينة داخل الأوساط القبلية والسياسية في اليمن. فمن جهة، قد يجد كلامه صدى لدى شريحة واسعة من اليمنيين الذين يشعرون بالإحباط من غياب دور القبائل في مواجهة التحديات الراهنة، خاصة في ظل استمرار الحرب والنزاعات الداخلية.
ومن جهة أخرى، قد يواجه الحذيفي انتقادات من بعض القبائل التي قد تعتبر تصريحاته مسيئة وغير دقيقة، خاصة إذا كانت هناك محاولات حقيقية ولكن غير معلنة من هذه القبائل لمواجهة الحوثيين.
دعوة للتحرك
ختاماً، يمكن قراءة تصريحات نعمان الحذيفي كدعوة مبطنة للقبائل اليمنية الكبرى للقيام بدورها التاريخي في مواجهة الاستبداد والعمل على استعادة الحرية والكرامة للشعب اليمني.
لكن السؤال الذي يبقى مطروحاً هو: هل ستجيب هذه القبائل على نداء الحذيفي، أم ستستمر في حالة الصمت التي يندد بها؟
في ظل الأوضاع المعقدة التي تعيشها اليمن، يبدو أن مثل هذه التصريحات تعكس ليس فقط غضباً شخصياً، بل أيضاً حالة من الإحباط العام الذي يعيشه الشعب اليمني في ظل استمرار الأزمة الإنسانية والسياسية دون أي بوادر واضحة للحل.