المشهد اليمني
الخميس 4 يوليو 2024 03:11 صـ 28 ذو الحجة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
مواطنون يحبطون عملية اختطاف شيخ بارز في عدن..ماذا يجري في العاصمة المؤقتة؟ شاهد..مغنية كويتية تثير الجدل مجدداً برقصها وهي مرتدية الحجاب نشاط القراصنة في الصومال يتزايد بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ”‏أخبار مبشرة وجهود كبيرة وأجواء إيجابية”...مقرب من الحوثيين يكشف ما يجري في مشاورات مسقط انخفاض حاد لادنى مستوى في حركة الملاحة عبر مضيق باب المندب بسبب هجمات الحوثيين وفاة شاب ونقل اثنين آخرين في حالة إغماء إثر تناولهم عشبة سامة في عدن ”تصعيد حوثي بأجندة روسية: هل يصنع البحر الأحمر أوكرانيا جديدة؟” كاتب صحفي يجيب عدن: ابتزاز إلكتروني يقود فتاة إلى محاولة الانتحار... لحظة إنقاذها تُعيد لها الأمل بالحياة قيادي إصلاحي يحسم الجدل بشأن مصير السياسي محمد قحطان ويكشف عن خطة لإفشال مفاوضات مسقط بعد فشل ”مخطط اغتياله”.. عيدروس الزبيدي يغادر اليمن إلى الإمارات حملة تكريم واسعة لرجل مرور في عدن تقديراً لجهوده المميزة قيادي إصلاحي يطالب وفد مفاوضات مسقط بالكشف عن جثمان ”علي عبدالله صالح” وتسليمه لأهله

الانتخابات والانقلاب الحوثي

السلطات الحوثية تعلن استكمالها ترتيبات إجراء انتخابات برلمانية في 34 دائرة شاغرة خلال شهر وتفتح باب استقبال المرشحين وتحدد 13 ابريل القادم موعدا للاقتراع.

قرار رائع جدا.

كان اليمنيون يتجهون للاستفتاء على دستور جديد تعقبه انتخابات عامة، لكن الحوثي اكمل انقلابه وأسقط مؤسسات البلاد في 2014م رغم انه كان ممثلا في لجنة صياغة الدستور.

الحركة الحوثية ترفض بشدة خيار "المشروعية الانتخابية" كونها منبوذة شعبيا، ولذلك لجأت إلى خيار العنف والحرب، وحاولت تعويضها لاحقا بما تسميه "المشروعية الثورية" حيث شكلت لجنتها الثورية واشهرت "الإعلان الدستوري".

"الاعلان الدستوري" الذي اعلنه الخيواني في القصر الجمهوري كانت اهم بنوده هي قرار "حل مجلس النواب المنتخب" والاستعاضة عنه بلجنة ثورية ومجلس وطني مقام مجلس النواب المنحل.

بسبب الخلاف حول نصيب كل طرف، أعاق شريكهم في الانقلاب آنذاك - الرئيس السابق علي صالح - تشكيل المجلس الوطني المزعوم فاعتمدوا على مشروعية اللجنة الثورية وحدها وهي تتعارض مع الدستور وكل القوانين السارية.

لكن الحوثي فجأة قرر الدعوة لانتخابات تكميلية في دوائر توفي ممثليها في عدد من المحافظات، اكثر من نصفها لا يستطيع الحوثيون مجرد الوصول إليها.

الدعوة للانتخابات المزعومة هذه ليست صادرة عن عبدالملك الحوثي كحاكم فعلي، ولا عن لجنته الثورية المزعومة ولا حتى عن مجلس المشاط، فهم يدركون جيدا ويعترفون ان هذه المسميات القبيحة لا تمتلك اي صفة قانونية ولا دستورية ولا حتى اخلاقية.

صدرت هذه الدعوة فقط عن اللجنة العليا للانتخابات وهي لجنة عين الحوثيون قيادتها قبل أسابيع، وقد شرعت في تدريب لجان الانتخابات وبحث ترتيباتها، والمعلوم ان اللجنة العليا للانتخابات هي جهاز لتنظيم العملية الانتخابية بينما الدعوة لاي انتخابات عامة تصدر فقط عن رئيس الجمهورية.

هذه الخطوة التي اقدم عليها الحوثيون خطوة رائعة في تقديري ومن المهم جدا التعاطي معها حاليا ومستقبلا وذلك لعدد من الاسباب أهمها التالية:

* أسباب دستورية:

- الدعوة لانتخابات تكميلية للبرلمان الذي انتهت دورته الانتخابية الدستورية قبل 10 سنوات هي اعتراف حوثي صارخ بشرعية البرلمان القائم وكل مؤسسات الحكم الحالية، واهمها مؤسسة الرئاسة، البرلمان الذي تعذر عقد دورته الانتخابية بسبب وضع البلاد يستمد شرعيته فقط من المبادرة الخليجية وقرار رئيس الجمهورية بالتمديد، وبالتالي تصبح كل ممارسات الحوثيون في مؤسسات الدولة وقرارات لجنتهم الثورية وماصدر عنه هي جرائم تعرضهم للمحاكمات امام اي محكمة بما فيها القضاء الذي يخضع للحوثيين انفسهم.

- هذه الخطوة تسقط كل احاديث ومزاعم الحوثي عن انتهاء فترة الرئيس عبد ربه منصور هادي بعد ان ظلوا يسوقون للغرب عبارتهم الشهيرة "الرئيس المنتهية ولايته دستوريا"، لكنهم اليوم يعترفون بالبرلمان الذي انتهت ولايته دستوريا قبل 3 سنوات من انتخاب هادي واستمد البرلمان مشروعيته من مشروعية رئيس الجمهورية ويرتبطان ببعضهما.

* اسباب قانونية وإجرائية شكلية:

- الاعلان الصادر عن لجنة الانتخابات قال انه يستند على قانون الانتخابات رقم 13 لعام 2011 لكنه احتوى مخالفات قانونية وإجرائية جسيمة تسقط مشروعية اي نتائج وتبعات أهمها مخالفة الاعلان لعدد من مواد القانون ذاته واهمها المواد المتعلقة بجداول الناخبين.

- افتقار اللجنة ذاتها للمشروعية الدستورية والقانونية حيث ينص القانون المشار عليه ان مدة اللجنة ست سنوات فقط، وقد مضى على تشكيلها اكثر من هذه المدة كما انه مؤخرا تم اضافة اعضاء إلى اللجنة بطريقة مخالفة للقانون.

* اسباب سياسية وواقعية:

- من الناحية السياسية يقف الحوثي حاكما وحيدا في مناطق سيطرته قام بتعطيل كل ادوات الدستور والقانون واغلق كل نوافذ حياة الناس وحرياتهم بمبرر انه يواجه حربا وعدوان كوني يتيح له حكم الشعب قهرا والتخلي عن كل واجباته كحاكم امر واقع بما فيها مرتبات الموظفين، لكنه بهذه الدعوة للانتخابات ينسف دعاويه تلك ويعترف ان تذرعه بالحرب كاذب، فالمعلوم مثلا ان التكاليف المالية لاجراء عملية انتخابات في دائرة برلمانية واحدة فقط تكفي لدفع مرتبات كل موظفيها لعام وقد تصل إلى عامين.

- من الناحية الواقعية نجد ان اكثر من نصف الدوائر التي توفي ممثليها تقع في المناطق المحررة لكن الحوثي يشكل لجانها الانتخابية في صنعاء كما لو انها ستفتح ابوابها فعلا امام المتنافسين، وحتى الدوائر التي تقع ضمن المناطق الخاضعة للاحتلال الحوثي اغلبها مناطق ملتهبة فضلا عن ان الناس في طول البلاد وعرضها يعيشون هموما واوضاعا قاتلة بسبب الحوثي ذاته، تجعل من حديثه عن الاتتخابات مسخرة سخيفة لا يمكن القبول بها من عاقل.

*** ختاما؛ الحركة الامامية التي تقوم على مشروعية الحيوانات المنوية تخوض معركتها ضد الجمهورية لاعتمادها على مشروعية الانتخابات وهروبا من الانتخابات قتلت عشرات الالاف من اليمنيين، لكنها اليوم بحركة غبية تواجه فكرة الانتخابات وتنتحر بمسرحيتها البائسة بشكل فاضح دون ان تدري.

  • العنوان من اختيار المحرر