المشهد اليمني
الخميس 4 يوليو 2024 03:11 صـ 28 ذو الحجة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
شاهد..مشعوذ يفضح زبائنه بنشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي! مواطنون يحبطون عملية اختطاف شيخ بارز في عدن..ماذا يجري في العاصمة المؤقتة؟ شاهد..مغنية كويتية تثير الجدل مجدداً برقصها وهي مرتدية الحجاب نشاط القراصنة في الصومال يتزايد بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ”‏أخبار مبشرة وجهود كبيرة وأجواء إيجابية”...مقرب من الحوثيين يكشف ما يجري في مشاورات مسقط انخفاض حاد لادنى مستوى في حركة الملاحة عبر مضيق باب المندب بسبب هجمات الحوثيين وفاة شاب ونقل اثنين آخرين في حالة إغماء إثر تناولهم عشبة سامة في عدن ”تصعيد حوثي بأجندة روسية: هل يصنع البحر الأحمر أوكرانيا جديدة؟” كاتب صحفي يجيب عدن: ابتزاز إلكتروني يقود فتاة إلى محاولة الانتحار... لحظة إنقاذها تُعيد لها الأمل بالحياة قيادي إصلاحي يحسم الجدل بشأن مصير السياسي محمد قحطان ويكشف عن خطة لإفشال مفاوضات مسقط بعد فشل ”مخطط اغتياله”.. عيدروس الزبيدي يغادر اليمن إلى الإمارات حملة تكريم واسعة لرجل مرور في عدن تقديراً لجهوده المميزة

تعزية يتيمة واحتمالين تجاه مقتل حسن زيد 

التعزية الوحيدة التي نشرتها صحيفة المسيرة الناطقة رسميا باسم الحو ثة في اغتيال حسن زيد هي تعزية يتيمة عن هيئة تحرير الصحيفة.
كأن الرجل مجرد محرر سابق في الصحيفة مات بعد تقاعده !

مرت يومين بعد الحادثة ولم يعلق فيها زعيم الجماعة عبدالملك بأي تعليق تجاه الحادثة او حتى يصدر عنه تعزية لأقارب القتيل، رغم أنه في اغلب الاحداث يظهر معلقا خلال ساعات.

عبدالسلام فليتة ناطق الجماعة والرجل الثاني فيها لم يصدر عنه أي تعليق أو إدانة للحادثة رغم مرور يومين، لكنه الليلة نشر في حسابه على تويتر تغريدة يبين فيها ان مخابرات جماعته (بالتعاون مع وزارة الداخلية) كشفت هوية مرتكبي جريمة الاغتيال.

بقية الخطاب الاعلامي للجماعة منذ الساعات الاولى للحادثة تعامل معها فقط بما يضمن تحشيد الناس لساحة الاحتفال بالمولد، بل كان ابرز ما تضمنه اعلامهم التأكيد على أن (الرد الكبير على اغتيال حسن زيد هو بالاحتشاد الى ساحة الحفل).

كأنما الجماعة ذاهبة لفعالية انتخابية يهمها اكتمال نصاب الناخبين وقررت على عجل استثمار دم احد ابرز وجوه مرحلتها في التحشيد لفعاليتها.

المسارعة للحديث المبكر عن القبض على قتلة مزعومين للرجل أحدهما مات والاخر توفي بجراحه هو استخفاف بالقضية وحرص مبكر على تمييعها وإغلاق ملفها إذ ان زعم مقتل الفاعلين يعني طي صفحة القضية.

يشير غالبية المتابعين إلى تورط الجماعة كقرار وموقف في اغتيال حسن زيد وتعزز هذا التصرفات المستخفة هذه الاتهامات، لكن قواعد المنطق للمتابع تقول ان لا مصلحة لها في ارتكاب هذا الفعل وفي هذا التوقيت خصوصا، فالرجل لم يكن ندا لقيادتها او يهدد مصالحها حتى تقرر الخلاص منه !.

نحن أمام احتمالين تجاه مقتل حسن زيد وطريقة تعامل سلطة الحوثي مع الحادثة:
- إما ان وراء العملية قيادات نافذة في الجماعة وتخشى قيادتها من كشف الحقيقة أو فتح الملف فقررت اغلاقه مبكرا بهذه الطريقة.
- ادراك واعتراف الجماعة أن هناك خصم فعلي قادر على الوصول لكل قياداتها ونقاط ضعفها وبدلا من مواجهة الحقيقة تهرب لمحاولة الحفاظ على معنويات عناصرها ومحيطها بصناعة منجزات وهمية مثل زعم القبض على جناة وهميين.

في كل الاحوال فهذا الفشل الذريع للجماعة وجهازها الامني سيعرضها لأزمة حقيقية في مناطق سلطتها وبين أنصارها، ويجعلها معزولة كعصابة منبوذة رغم احتلالها مؤسسات دولة وسعيها الحثيث للحديث نيابة عن المجتمع وزعم الانتساب إليه وتمثيله.

بشكل غير مسبوق في تاريخ اليمن - وغيره من الشعوب- استخدمت عصابة الامامة كل رعونتها وبطشها الفاجر في قهر المواطنين الذين تحكمهم وإخضاع المجتمع بشكل مهين، ولم تسمح بوجود اي صوت مختلف عن صوتها حتى لو كان يحمل خطابها نفسه، لكن ذلك لم يحقق لها ما كانت تتوهمه من النجاح بل عجزت في توفير ابسط مقومات الأمن لقيادات نافذة في صفوفها وشخصيات بارزة في مناطق سلطتها مثل حسن زيد وقبله شقيق زعيم جماعتها وقبلهم المتوكل والخيواني.

استخدمت العصابة كل وسائل القهر ولم تنفعها، وانتهت هيبة الهالة التي سوقتها لنفسها كسلطة قوية، وربما تكون حادثة اغتيال حسن زيد بمثابة ثقب أصاب بالونة، هي الان بحاجة ملحة للخروج من هذا المأزق.