المشهد اليمني
الخميس 4 يوليو 2024 02:15 صـ 27 ذو الحجة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
انخفاض حاد لادنى مستوى في حركة الملاحة عبر مضيق باب المندب بسبب هجمات الحوثيين وفاة شاب ونقل اثنين آخرين في حالة إغماء إثر تناولهم عشبة سامة في عدن ”تصعيد حوثي بأجندة روسية: هل يصنع البحر الأحمر أوكرانيا جديدة؟” كاتب صحفي يجيب عدن: ابتزاز إلكتروني يقود فتاة إلى محاولة الانتحار... لحظة إنقاذها تُعيد لها الأمل بالحياة قيادي إصلاحي يحسم الجدل بشأن مصير السياسي محمد قحطان ويكشف عن خطة لإفشال مفاوضات مسقط بعد فشل ”مخطط اغتياله”.. عيدروس الزبيدي يغادر اليمن إلى الإمارات حملة تكريم واسعة لرجل مرور في عدن تقديراً لجهوده المميزة قيادي إصلاحي يطالب وفد مفاوضات مسقط بالكشف عن جثمان ”علي عبدالله صالح” وتسليمه لأهله ”الوية العمالقة تفضح محاولة تهريب: الكشف عن ذخائر مخبأة داخل كراتين غذائية” ”قولوا الحقيقة يا حقراء”: قيادي حوثي يهاجم جماعته بسبب التلاعب بمشاعر عائلة قحطان عاجل: ضربات مدمرة للقوات الأمريكية في مناطق يسيطر عليها الحوثيون وفاة غامضة لمهندس يمني في الصين

ابناء هذه المحافظة هم الافضل والأروع من بين كل المحافظات اليمنية


أمر مؤلم ومحزن يدمي القلب ويبكي العين، ويجعلك تشعر بالمرارة ، ويضيق صدرك، وأنا هنا لا أتكلم عن الحرب والجوع، وعدم توفر أدنى متطلبات الحياة للأفراد والعائلات في جنوب اليمن وشماله ، ولكني اتحدث عن غياب الاخلاق ، وانعدامها في كثير من الاحيان، فالانسان اليمني ، او غير اليمني الذي يعيش في اي بقعة على هذه الأرض، يستطيع أن يتعايش في أي مجتمع فيه بعض النقص الغذائي والإقتصادي والترفيهي، ولكن حين تنعدم الأخلاق يسود اللئام ويسيطر السفلة على مقاليد الأمور ، وتذهب الأعراف والقوانين والخير ويتحول كل شيء إلى غابة وبهذا تصبح الحياة الكريمة شبه مستحيلة.

رئيسة الوزراء الهندية الراحلة " انديرا غاندي" سألت والدها الزعيم الهندي العظيم "جواهر لال نهرو": ماذا يحدث في الحرب؟ فرد عليها: ينهار التعليم والاقتصاد، ثم عادت لتسأله مرة أخرى : وماذا يحدث بعد إنهيار التعليم والإقتصاد؟ فأجابها : تنهار الأخلاق، وعندما سألته وماذا سيحدث لو انهارت الأخلاق؟، رد عليها بمنتهى الحكمة: وما الذي يبقيك في بلد انهارت أخلاقه؟.

كم ينشرح الصدر، ويفرح القلب، ونحن نستمع لمشاهير الدعاة والمشائخ ورجال الدين والعلماء والمؤرخين في ، وناشطين سياسيين وغيرهم ممن يعملون في مختلف المجالات ، وهم يتغنون باليمن، ويتحدثون عن هذا البلد وشعبه بفخر واعتزاز ، هذا البلد الذي قال الله عنه في محكم التنزيل " بلدة طيبة ورب غفور " ، ويتكلمون عن طيبة أبناء الشعب اليمني العظيم وبسالته وشجاعته ، وتاريخه العريق ، رغم ان غالبية هؤلاء الدعاة والمشائخ المشهورين ، ليسوا يمنيين ، ومع ذلك يتحدثون عن اليمن بحب واجلال وتقدير، ويصفون أهله بالشجاعة والفصاحة والسماحة وان قلوبهم بيضاء لا تعرف الحقد ، ويشيرون الى كل الصفات النبيلة التي يتمتع بها أبناء اليمن.

وهم حين يفعلون ذلك ، لا يذكرون محافظة دون غيرها ، ولا يخصصون في الثناء والمديح على ابناء هذه المحافظة اليمنية او تلك ، بل يقولون اليمن وشعبها العظيم ، دون التطرق الى محافظة دون أخرى ، وكذلك فعل حبيبنا ونور عيوننا، سيد المرسلين وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم ، حين قال اهل اليمن أرق قلوبا وألين أفئدة ، الإيمان يمان والحكمة يمانية ، دون ان يخصص أو يحدد محافظة دون أخرى ، بل قال اليمنيين.

حتى الناس البسطاء من ابناء الدول العربية ، والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي يفعلون الشيء ذاته ويتغنون بمزايا وصفات أبناء اليمن ، دون ان يكيلوا المديح لأبناء هذه المحافظة ويشتمون محافظة أخرى ، لكن ما يحز في النفس ويؤلم القلب ان اليمنيين انفسهم ، يشيعون بين الأخرين مدى الشحناء والبغضاء والحقد بينهم البين ، ويستعلون مواقع الاتصال ليفضحوا انفسهم امام الاخرين فأبناء هذه المحافظة ، يكنون الكراهية والحقد لأبناء تلك المحافظة ، فمن هو الذي ينشر هذه الأحقاد والأضغان ، ومن يستفيد منها؟؟ ان الكراهية لا تولد الا علقما ، لأن من يزرع الحنظل لن يجني الورود ، بل سيحصد شوكا قبيحا يدمي كل من يقترب منه.

مثلا انا من ابناء محافظة تعز ، لماذا ينبغي علي ان أكن الكراهية لأبناء هذه المحافظة او تلك ، ما ذنب هذا الشخص وماذا فعل لي حتى اكن له الكراهية واتمنى له كل شر ، هل ذنبه انه ولد في هذه المحافظة؟ الجميع يعلم ان اي انسان لا يستطيع ان يختار اين يولد ولا يستطيع اختيار والديه ولا اخوته ، لكنه يستطيع اختيار أصدقائه ، وحين يفعل هذا الأمر فإنه يختار الصديق الخلوق والمخلص والوفي، والذي يطيب لك قضاء الوقت معه ، بغظ النظر عن المحافظة التي ينتمي اليها ، فالشخص السيء يجعلك تنفر منه ، ولو كان اخوك ابن امك وأبيك.


صديقي من ابناء مدينة عدن الباسلة، وهو شخص رائع ومنشرح الصدر وواسع الاطلاع، وأهم صفة يمتلكها انه، لايفرق بين شمالي وجنوبي، ولا يعتمد في ربط علاقاته على المحافظة التي ينتمي لها الشخص، ولكن له معيار واحد في التقرب من اي شخص او النفور منه والابتعاد عنه وهي اخلاق الشخص، فسألته عن ابناء أفضل محافظة يمنية ، فكان جوابه رائع ومنصف وعقلاني ومنطقي، وقال انه ليس من العدل ان نشتم ونسب أبناء هذه المحافظة او تلك لأن شخص قذر وخسيس وحقير ينتمي لتلك المحافظة ، كما انه ليس من الانصاف أن نمتدحهم جميعا لأن شخص نبيل وكريم الاخلاق ينتمي للمحافظة ، فالله سبحانه وتعالى يقول " ولا تزر وازرة وزر أخرى" ولا ينبغي ان نلوم أبناء محافظة بكاملها بجريرة شخص لئيم ، لكن ان كان ولا بد ان اختار فأعتقد ان ابناء محافظتي حضرموت وصنعاء ، هم الأفضل من بين كل المحافظات اليمنية.