من أروقة المباحثات في الكويت : المفاوضات تسير الى طريق مسدود
قالت مصادر من داخل أروقة مباحثات السلام اليمنية في الكويت إن الأوضاع تشير إلى وجود انسداد في المفاوضات بسبب تعنّت الحوثي الذي يضع العراقيل أمام تقدم المفاوضات، وعدم رغبته بالالتزام في تحقيق السلام من خلال مرجعيات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني, مما جعل المفاوضات تسير بشكل ثنائي بسبب تراجع الطرف الانقلابي عن التزاماته.
وبحسب تسلسل الأحداث خلال الفترة المنصرمة يتضح أن المباحثات تسير نحو الفشل, خاصة وأن الوفد الانقلابي الحوثي لم يبدي أي حسن نوايا ولم يتنازل عن المكاسب التي حصل عليها خلال الفترة الماضية, وعدم التزامهم بقرار مجلس الأمن الدولي 2216, وعدم التزامهم بالهدنة التي بدأت في الـ10 من أبريل الماضي.
فرفضت ميليشيات الحوثي وصالح تسليم السلاح والإفراج عن الأسرى والمعتقلين الموجودين في سجونهم, فضلا عن أنهم لن ينسحبوا من المناطق التي فرضوا سيطرتهم عليها إلا إذا استطاعوا أن يحصلون على مكاسب أكبر, كما أنهم يسعون لإطالة أمد المفاوضات بهدف إحداث أي تغيير على الأرض لصالحهم, وبقيت مطالب المبعوث الأممي لدى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد في أهمية تقوية اللجان المحلية لمراقبة وقف إطلاق النار واتخاذ التدابير اللازمة لضمان الأمن في المناطق المحررة.
ويرى بعض المحللين والسياسيين خطأ الدخول في مشاورات دولية مع ميليشيات انقلابية, كون ذلك يعد اعتراف سياسي بوجودهم ككيان, رافضين عقد أي شراكة سياسيه في المستقبل معهم, وأن أي شراكة يجب أن تكون بين قوى وأحزاب سياسية لا تتبعها مليشيات الحوثي المسلحة التي تشارك في المفاوضات، وتطالب بالشراكة في حكومة وحدة وطنية.
هذا ولا يمكن تطبيق أية خطة سياسية بدون الانسحاب التام للميليشيات من المنطقة و تسليم أسلحتهم و بدون عودة الحكومة الشرعية إلى إدارة مؤسسات الدولة, وقد تم مناقشة خارطة طريق شاملة تشمل القضايا الأمنية والسياسية، وذلك على طاولة المباحثات التي لا تزال عالقة بسبب عدم قدرة الأطراف على الحسم والبت فيها. وبحسب مصادر رئاسية فأن الوفد الحكومي اليمني يبذل جهودا لكي لا تفشل المشاورات في الوقت الذي يصر وفد" الحوثي صالح" على التعنت, كما أنه قد آن الأوان للأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن يشيرا بأصبع الاتهام علناً نحو من يعرقل السلام ويقوض الجهود ويستمرئ القتل والانتهاكات. ووفقا لوكالة الانباء اليمينة الرسمية، قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي "إن مايقوم به الانقلابيون من خروقات وتحشيد واعتداءات متكررة تتقاطع وبصورة واضحة مع جهود ومساعي السلام التي ذهبنا صادقين اليها من خلال مشاورات الكويت وفق الأسس والمرجعيات الدولية والإقليمية من خلال القرار 2216 والمبادرة الخليجية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني".
واستنكر مراقبون قريبون من مفاوضات السلام اليمنية الجارية في الكويت استمرار المجتمع الدولي والوسطاء الدوليين في عدم تحمل المسؤولية لوقف الحرب في اليمن وإيصال المساعدات الإنسانية للشعب خاصة أنه لم يتبقى إلا أيام معدودة على انقضاء شهر رمضان الكريم في ظل مأساة الوضع الإنساني والاقتصادي، مطالبين المجتمع الدولي بممارسة الضغوط اللازمة على الحوثيين للالتزام بما يتفق عليه خاصة فيما يتعلق بملف المعتقلين والسلاح والانسحاب من المناطق التي تم السيطرة عليها خاصة أن الانقلابيين يماطلون في مفاوضات عبثية غير مجدية.