المشهد اليمني
الثلاثاء 2 يوليو 2024 05:17 صـ 26 ذو الحجة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
رونالدو أضاع ركلة جزاء والحارس يقود البرتغال للفوز والتأهل لربع نهائي يورو 2024” تعرف على 6 أسباب ستدفعك لتناول البصل يوميًا الاستسلام او الموت ...الحصار يزداد على مليشيا الحوثي والدخول في ورطة وانعدام الخيارات امامها بعد خطفهم للطائرات ألوية درع الوطن تُصدر تحذير هام وتتوعد ”صوت العدالة مكتوم: صورة القاضي قطران تُظهر وحشية الحوثيين!” حمام دم قادم بصنعاء وانفجار وشيك لصراع الأجنحة بجماعة الحوثي.. ومصدر: هذا ما سيحدث خلال الأيام القادمة صدمة في صنعاء: اغتصاب طفلة في التاسعة من عمرها على يد مواطن ثلاثيني يثير غضب الأهالي الكشف عن فندق ضخم في البصرة مملوك لقيادي حوثي كبير يثير غضبا شعبيا ” المواطن اليمني هو ”الجدار القصير” لاعباء الحوثيين...نائب في برلمان الحوثيين يشن هجوما على المليشيات ضربة في غاية الدهاء.. عضو ثورية الحوثي: الجماعة وقعت في فخ خبيث وفضيحة مدوية باحتجاز طائرات اليمنية النهاية للحوثيين... الكشف عن الخطوة الحاسمة للحكومة الشرعية ضد مليشيا الحوثي والتي ستنهي المليشيات بعد الهجوم على شبوة وتصدي العمالقة...هجوم حوثي كبير على محافظة جنوبية وقوات الجيش تتصدى

توفيق السامعي

لماذا سلمت أبين للقاعدة؟!!

توفيق السامعي
توفيق السامعي

بات مكشوفاً اليوم تماماً أن محرك القاعدة وداعش في العالم، ومنها اليمن، هي مخابرات دولية بتنسيق مع جهات محلية ضليعة في الأمر ومتمرسة في التلاعب بهذه الورقة.
فمنذ أن انطلق الربيع العربي كانت ورقتا القاعدة وداعش من أهم الأوراق التي ألقيت على الطاولة وأشهرت في وجه الربيع العربي.
في سوريا والعراق ابعث القاعدة وداعش في مناطق المقاومة وقاتل التنظيمان المقاومين ووقفوا في صف الأسد والمالكي وهذا لم يعد خافياً على أحد.
وفي اليمن بدأ علي صالح اللعب بورقة القاعدة مبكرا فكان علي صالح يستقدم القاعدة ويحركها من خلال خطاباته في وجه الثورة عليه وأتذكر أنه قال في خطاب شهير له: الآن ستعلمون أن القاعدة انخرطت في صفوف المعتصمين وسترونهم خلال أيام وأنهم مسلحون....إلخ.
بعد يومين من خطابه تم نشر فيديو لناصر الوحيشي زعيم التنظيم في جزيرة العرب ويتحدث أن له تواجداً بين المعتصمين وهدد وتوعد..
بعدها بأيام استولى تنظيم القاعدة على محافظة أبين بإيعاز من علي صالح، وتسربت معلومات خاصة من مكتب العميد محمد الصوملي قائد اللواء 25 ميكا حرس جمهوري حينها أن علي صالح أمره بالإنسحاب من أبين، كما أمر الأمن المركزي وبعض الوحدات للقاعدة، ولما لم ينسحب ولما لم يسلم الصوملي تعرض لحصار خانق لحوالي 9 أشهر، وتم قصف اللواء ومحاربته من القاعدة بتسهيل من صالح.
وحينما غزا الحوثيون ومليشيات صالح الجنوب ومنها محافظة أبين انسحب تنظيم القاعدة من أبين ولم يواجهوا الحوثيبن رغم التناقض العقائدي والأيديولوجي ليظهر التنظيم في حضرموت مرة أخرى ويستولي على حضرموت في تبادل أدوار بين القاعدة والحوثيين.
حينما كانت المقاومة والجيش الموالي للثورة يقارعان الحوثيين في صعدة لفك الحصار عن دماج كان تنظيم القاعدة يخفف الضغط على الحوثيين في أبين، وليعمل الرئيس هادي على سحب الوحدات العسكرية من المنطقة الشمالية الغربية التي تواجه الحوثيين في صعدة إلى أبين وشبوة تحت مبرر الهيكلة، بينما كانت اللعبة إخلاء الطريق أمام الحوثيين لغزو صنعاء.
مرة أخرى اليوم يكررون نفس السيناريو الجديد القديم؛ فحينما تواجه المليشيات الحوثية العفاشية تضييقاً شديداً وضربات أشد في تعز يقوم المحرك لورقة القاعدة بتحريكها إلى أبين ليخفف الضغط عن المليشيات في تعز أملاً في سحب قوات الشرعية إلى أبين بحجة مواجهة القاعدة وتطول المواجهات في تعز لاستنزاف الأطراف المختلفة في تعز.
تلك النظرة الضيقة في محاولة تشتيت الجيش وقوات التحالف وجرهما إلى أبين بعيداً عن معارك الوطن الحقيقية وتنفيذها من عدمه هي المؤشر الحقيقي لنظرة نظام هادي تجاه الوضع الكارثي في تعز، ولمقياس قدرة الرجل العقلية والذهنية لسبر غور الأحداث المحدقة بالوطن وجديته في التعامل معها.
اليوم تنظيم داعش الابن البكر للقاعدة يتدرب في مديرية الحد بيافع ويخرج الدفعة الرابعة لمقاتليه لينشرهم قريباً في اليمن، وهي الورقة الأخرى للمخابرات الدولية وبالتعاون مع علي صالح التي سيلقونها قريباً في الساحة اليمنية.
بقاء علي صالح في صنعاء وتحركاته المريبة والواثقة دون استهدافه، وبقاء نجله متحركا بحرية تامة في الإمارات يدير الأموال التي تغذي حرب أبيه في الوطن يضع علامات استفهام كبيرة حول صالح والمتعاونين معه ومستقبل الحرب والوضع في اليمن، بينما كل العالم يدرك أن صالح هو من يدير القاعدة.
الفيلم الوثائقي الذي بثته قناة الجزيرة قبل ثلاثة أشهر بعنوان "مخبر القاعدة" يكشف بجلاء تام دور علي صالح وبعض أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية في تحريك تنظيم القاعدة ورسم الأهداف له للتحرك نحوها.
في عام 2011 التقيت أحدهم لتوه من الخروج من السجن، ليقص علي قصتهم في سجون صالح وكيف يتم تعبئتهم وتحريضهم، ليقتل لاحقا في كتاف بصعدة. حيث كانت سجون صالح مكتظة ببعض أعضاء التنظيم وخاصة العائدين من العراق، فكانت إدارة السجون السرية لهم توجههم وتحرضهم ضد ثورة الشباب ولا تفتح لهم إلا قناة اليمن لساعة فقط ثم تبدأ عملية التحريض ضد الثورة في أنها ستعمل على جلب العلمانية وتدمير الدين وتنشر الخمور وجلب النموذج الغربي وغيره، وبعد تعبئة مستمرة أفرجت عنهم بضمانات ثم كانت المسرحية الشهيرة للهروب من السجن المركزي بحضرموت والتقاء الجميع في أبين وشن الحرب ضد اللواء 25 ميكا.
العميد الشهيد أحمد الأبارة كان أحد قادة ألوية الحرس الجمهوري سابقاً قبل استقالته وتقاعده من الجيش كان قد أكد علاقة علي صالح بهذا التنظيم وأن علي صالح هو من يديره ويوجهه مما عزز عند المراقبين من مصداقية فيلم "مخبر القاعدة".
ذات يوم كان العميد الأبارة في جلسة مقيل مع علي صالح الأحمر، قائد الحرس الجمهوري لشؤون العمليات، في عام 2010، كان علي صالح مجتمعاً مع قاسم الريمي ووجه بتنفيذ عمليات في أبين.
فلما انصرف الريمي سأل العميد الأبارة قائد الحرس الجمهوري عن العملية وعن الرجل ولم يكن يعرفه، فقال له اللواء علي صالح الأحمر هذا قاسم الريمي زعيم تنظيم القاعدة نحن نحركه بما يصب في صالح البلد، فكان هذا السبب في استقالة الأبارة وأظهر أنه تم مقاعدته وتهديده إن كشف الأمر.
تظهر ازدواجية تنظيم القاعدة في الميدان جزء متحمس ولا يعلم شيئا عن إدارة التنظيم ومن يحركه وهو متعصب غيور فعلاً وهذا تمثله القواعد التنفيذية الدنيا والتي يتم التغرير بها، وقسم مرتبط بأجهزة المخابرات واللاعبين السياسيين وهم القيادة والقيادة الوسطى وهي التي توجه التنظيم، لذلك يصدم المتابعون بهذا التنظيم الذي يبدو وكأنه منسق مع الحوثيين في فتح جبهات تنقذ الحوثيين من مآزقهم وتخفف وطأة الحروب عليهم.
كثير من القيادات الوسطى للقاعدة وبعض القيادات العليا تم صناعتها في إيران التي احتضنتهم وسيرتهم منذ عام 2001 حينما غزا التحالف الدولي أفغانستان والقضاء على التنظيم ودولة طالبان هناك فتلقفتهم إيران ومولتهم ووجهت سير التنظيم بعد ذلك. ومن هذا المنطلق نفهم لماذا لم تنفذ أية عملية للقاعدة في إيران رغم التناقض الشديد في فكر وأيديولوجية الطرفين.