المشهد اليمني
الجمعة 5 يوليو 2024 01:07 صـ 28 ذو الحجة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
مأساة في مخيم للنازحين بحجة: طفل يلقى حتفه ووالداه في حالة حرجة إثر حريق منزل العثور على ثلاثة قبور لجثث مدفونة بمنطقة خالية في عدن ومصادر تفجر مفاجأة بشأن مصير المقدم الجعدني ”الحوثي رضخ مجبراً واستجاب للضغوطات”... الوية العمالقة تكشف عن تطورات مشاورات مسقط ”خلل داخلي وزيارات متكررة: صحفي يشن هجوما على مسؤول حكومي يزور صنعاء دائما” ردود مصرية غاضبة على دعوة وزير إسرائيلي لاحتلال سيناء: سنتجه لدعم المقاومة ”دونها ستظل العبودية مستمرة”...نائب مقرب من الحوثيين يتحدث عن صرف المرتبات قصة مرعبة تُثير القلق: فتاة تُفضح زواجها من ”وحش” يُطلقها حاملًا ومحامي يطالب بحمايتها! نادي سيئون يعلن تعليق الأنشطة الرياضية ويُغلق بواباته دعماً لوقفة احتجاجية الكشف عن الثمن الذي قبضه الوفد الحوثي في مفاوضات مسقط للإفراج عن طائرات اليمنية المحتجزة والشرعية توافق بعد حملات المقاطعة ..يمن موبايل تُدخل السرور على قلوب عملائها بباقات نت جديدة بأسعار مُخفضة! صحفي سعودي يكشف عن جهود المملكة الكبيرة في دعم اليمن: أكثر من 229 مشروعاً ومبادرة تنموية رئيس حزب الإصلاح ”اليدومي” في تصريح صادم: مفاوضات مسقط يمثل مليشيات الحوثي ولا يوجد من يمثل الشرعية!

التطرف طريق إلى الهزيمة

المتطرف شخص تقف وراءه دائماً حقيقة مختلفة..
يشرح ذلك قائد عسكري فيقول: "لم يتبق لكتيبتي سوى قليل من الطعام بعد أن تقطعت بنا السبل، وكان لدينا عدد كبير من الأسرى، وكنا مهددين بالموت جوعاً إذا استمررنا في إطعامهم، فجمعت جنودي للتشاور، الجميع أشاروا بضرورة اقتسام ما تبقى من طعام معهم، واتخاذ تدابير شديدة التقشف لمواجهة المشكلة، إلا واحداً كان يتحدث بحماس ويقاطع الجميع ويطالب بإحراق الأسرى أو قتلهم حفاظاً على ما تبقى من جنود الكتيبة، وأخذ يبرر ذلك بصورة لفتت انتباهي، قلت له، وقد أضمرت شيئاً، نعم الرأي ما قلت أيها الجندي الشجاع، ثم أمرت أركان الكتيبة بوضعه تحت الرقابة المشددة، وما هي إلا يومين حتى ضبط متلبساً بالتخابر مع العدو وكان آخر ما نقله للعدو هو أن آمر الكتيبة 136 قد أمر بإحراق الأسرى..".
التطرف، والخصومة المتسمة بالانفلات، والتصرفات الطائشة التي لا تحكمها أي ضوابط أخلاقية أو سياسية أو مجتمعية تسببت وما زالت تتسبب في تأجيج الصراعات وإشعال الكوارث والحرائق، والهزائم، وفوق هذا الإساءة إلى القضايا التي ينتسب إليها هؤلاء المتطرفون من كل الاتجاهات.
يوفر المتطرفون والمزايدون الفرص لهزيمة قضاياهم في مواجهات عبثية لا مسئولة، كما أنهم يوفرون الفرص لاختراقات داخلية تقود إلى استنزاف الجهد في معارك داخلية يستفيد منها العدو الرئيسي في الصراع الذي تسبب في الحرب والمأساة.
لو أن القوى التي يتحدث هؤلاء المتطرفون جميعاً باسمها، ويمارسون الأخطاء باسمها، التقطوا الموقف في اللحظة التي تبدأ فيها الانهيارات الأخلاقية تعبث بوجاهة القضايا التي تحملها لاستطاعت أن تنتزع فتيل المشكلة بتوضيح الموقف عبر رسائل سياسية وإعلامية وخطوات مسئولة تقارع التطرف الصادر عن كل من ينتسب إليها.
إن ترك الخطاب السياسي والإعلامي وجانب مؤثر من التصرفات الطائشة للمتطرفين والمؤججين للصراع من كل الأطراف إنما يعكس تراجع وجاهة المحتوى السياسي للقضايا التي يدعي هؤلاء جميعاً أنهم يعملون من أجلها.
فوق ما نحن فيه من كارثة، فإن الأشد إيلاماً هو أن نتجه بالوجع الصادر عن هول الكارثة إلى المكان الخطأ لنفرغ فيه الغضب والأنين على نحو لا ندري معه أننا إنما نشعل النار في أجسادنا، ولا غير ذلك.
إن أول مهمة للقوى التي تحمل أي قضية سياسية وجيهة هي أن تتصدى للتطرف إذا أرادت أن تسير بقضيتها إلى النهاية بنجاح. التطرف يهزم القضايا الكبيرة، وهو صناعة الخصم الذي يخترق به كيانك بدرجة تمكنه من مواجهتك باطمئنان.

*من صفحة الكاتب بالفيسبوك