المشهد اليمني
الجمعة 5 يوليو 2024 01:02 صـ 28 ذو الحجة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
مأساة في مخيم للنازحين بحجة: طفل يلقى حتفه ووالداه في حالة حرجة إثر حريق منزل العثور على ثلاثة قبور لجثث مدفونة بمنطقة خالية في عدن ومصادر تفجر مفاجأة بشأن مصير المقدم الجعدني ”الحوثي رضخ مجبراً واستجاب للضغوطات”... الوية العمالقة تكشف عن تطورات مشاورات مسقط ”خلل داخلي وزيارات متكررة: صحفي يشن هجوما على مسؤول حكومي يزور صنعاء دائما” ردود مصرية غاضبة على دعوة وزير إسرائيلي لاحتلال سيناء: سنتجه لدعم المقاومة ”دونها ستظل العبودية مستمرة”...نائب مقرب من الحوثيين يتحدث عن صرف المرتبات قصة مرعبة تُثير القلق: فتاة تُفضح زواجها من ”وحش” يُطلقها حاملًا ومحامي يطالب بحمايتها! نادي سيئون يعلن تعليق الأنشطة الرياضية ويُغلق بواباته دعماً لوقفة احتجاجية الكشف عن الثمن الذي قبضه الوفد الحوثي في مفاوضات مسقط للإفراج عن طائرات اليمنية المحتجزة والشرعية توافق بعد حملات المقاطعة ..يمن موبايل تُدخل السرور على قلوب عملائها بباقات نت جديدة بأسعار مُخفضة! صحفي سعودي يكشف عن جهود المملكة الكبيرة في دعم اليمن: أكثر من 229 مشروعاً ومبادرة تنموية رئيس حزب الإصلاح ”اليدومي” في تصريح صادم: مفاوضات مسقط يمثل مليشيات الحوثي ولا يوجد من يمثل الشرعية!

نقاط الضعف في التحولات التاريخية الكبرى في أوربا الحديثة

د.ياسين سعيد نعمان
د.ياسين سعيد نعمان

أثناء الحرب الباردة حل السلام في أوربا . كانت الحرب الباردة بمثابة مخزن تبريد ضخم وضعت فيه آنذاك معظم مشاكل أوربا والعالم .
في هذا المخزن كان يتم خزن وتبريد هذه المشكلات بسبب توازن الرعب وخوفاً من أن يؤدي تحريكها إلى تحويلها إلى بؤر التوتر ومناطق نزاع وحروب هائلة .
غير أن توازن الرعب ظل يخفي حراكاً سياسياً واجتماعيا وثقافياً ومعرفياً واسعاً . كان أحد المعسكرين فيه ( المعسكر الغربي الرأسمالي) يتمتع بديناميات أشد تأثيراً في تحريك نزعة التغيير والتمرد داخل البنى والتكوينات السياسية والاجتماعية للمعسكر الآخر (المعسكر الشرقي الاشتراكي ) مدعومة بالتطور الاقتصادي والمادي . وفي حين أن ديناميات المعسكر الاشتراكي المتمثلة في دعم التحرر والسلام والعدالة والنهوض الاجتماعي كانت تنمو على قاعدة الحوافز المعنوية فقد واجهت بعد فترة من الزمن مصاعب ناشئة عن تراجع قوى الانتاج في ابقاء هذه الحوافز عند مستوياتها السابقة من القوة .
وفي انسجام مع ما مثلته تلك الديناميات من نقاط قوة فقد كانت مهمة المعسكر الغربي هي البحث عن حلقة الضعف التي يمكن عندها كسر معادلة القوة عند الآخر ، وهي نفس الفكرة التي ركز عليها لينين عندما قرر ، خلافاً لماركس ، من أن اختراق الرأسمالية لن يكون عند أي نقطة قوية لها بل لا بد من البحث عن نقطة ضعف لاختراقها وكانت روسيا القيصرية .
هكذا فكر الغرب ، ليجعلوا المعسكر الاشتراكي يشرب من نفس كأس لينين .
وفي حين كان الاقتصاد هو المعيار الذي استخدمه لينين في تحديد نقطة الضعف تلك حيث كانت روسيا متخلفة اقتصادياً بالمقارنة مع بريطانيا التي اقترحها ماركس لتكون نقطة انطلاق التحول الاشتراكي ، فإن الغرب استخدم التاريخ الديني كمعيار لتحديد نقطة الضعف التي كان عليه أن ينطلق منها .
وكانت بولندا هي نقطة الضعف في معادلة القوة عند المعسكر الاشتراكي . تاريخ بولندا السياسي والديني كان دائماً في صراع مع روسيا ، على الرغم من أنهم ينحدرون من عرق سلالي واحد . كانت روسيا ارثوذكسية بينما بولندا كاثوليكية . وكان السياسي دالة في الديني . وتاريخ الصراع بين الديانتين هو تاريخ مشهود في هذه المنطقة من العالم .
ويرى المؤرخون أن الدين كان في معظم الحالات أساساً في تكوين الدولة وترسيم حدودها وتشكيل حرمها الجيوسياسي .
في عام ١٩٨١ قام بابا الفاتيكان بزيارة بولندا وأقام أول صلاة قداس في ساحة مفتوحة منذ الحرب العالمية الثانية في مدينة كراكوفا حضرها أكثر من مليون ونصف شخص . أعادت هذه الحادثة رسم الخارطة السياسية في بولندا على نحو تسارعت معه التحديات التي كان يواجهها النظام السياسي الاشتراكي هناك من قبل النقابات في ميناء جدانسك ، والتي تطورت بعد ذلك إلى مظاهرات ومسيرات احتشد فيها مئات الآلاف للمطالبة بتغيير النظام السياسي الاشتراكي في وارسو مقر الحلف الرئيسي للمعسكر الإشتراكي .
أخذت هذه المواجهات تحدث تأثيرها في بلدان اشتراكية أوربية ، ولم يكن مركز النظام في موسكو في وضع يمكنه من إحداث استجابة فورية تلبي مطالب الاصلاحات الضرورية التي كان من شأنها أن تجعل مقاومة الانهيار ممكنة ، وتحول بينه وبين ذلك التدهور السريع .
أخذت برسترويكا جورباتشوف تتسرب إلى العقل السياسي الاشتراكي بمضامين بعيدة عن مضمونها الاصلاحي لتغدو في التحليل السياسي اعترافاً بفشل قيم النظام من وجهة نظر محبطة وزعامة فقدت القدرة على القيام بدورها التاريخي في التصدي لعملية الانهيار .
تنادت الجمهوريات التي شكلت الاتحاد السوفيتي لتوقيع اتفاقيات الاستقلال وترسيم الحدود مع يلتسين رئيس روسيا يومذاك .
ثم بدأ عهد جديد من نظام عالمي أخذت في ظله المشاكل المجمدة في مخزن تبريد الحرب الباردة تخرج إلى الفضاء لتلف العالم في أردية البارود الذي لن يتوقف إلا بنظام عالمي يسوده العدل ويحترم حق الشعوب في الحرية والسلام والحياة الكريمة .