المشهد اليمني
الجمعة 5 يوليو 2024 01:02 صـ 28 ذو الحجة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
مأساة في مخيم للنازحين بحجة: طفل يلقى حتفه ووالداه في حالة حرجة إثر حريق منزل العثور على ثلاثة قبور لجثث مدفونة بمنطقة خالية في عدن ومصادر تفجر مفاجأة بشأن مصير المقدم الجعدني ”الحوثي رضخ مجبراً واستجاب للضغوطات”... الوية العمالقة تكشف عن تطورات مشاورات مسقط ”خلل داخلي وزيارات متكررة: صحفي يشن هجوما على مسؤول حكومي يزور صنعاء دائما” ردود مصرية غاضبة على دعوة وزير إسرائيلي لاحتلال سيناء: سنتجه لدعم المقاومة ”دونها ستظل العبودية مستمرة”...نائب مقرب من الحوثيين يتحدث عن صرف المرتبات قصة مرعبة تُثير القلق: فتاة تُفضح زواجها من ”وحش” يُطلقها حاملًا ومحامي يطالب بحمايتها! نادي سيئون يعلن تعليق الأنشطة الرياضية ويُغلق بواباته دعماً لوقفة احتجاجية الكشف عن الثمن الذي قبضه الوفد الحوثي في مفاوضات مسقط للإفراج عن طائرات اليمنية المحتجزة والشرعية توافق بعد حملات المقاطعة ..يمن موبايل تُدخل السرور على قلوب عملائها بباقات نت جديدة بأسعار مُخفضة! صحفي سعودي يكشف عن جهود المملكة الكبيرة في دعم اليمن: أكثر من 229 مشروعاً ومبادرة تنموية رئيس حزب الإصلاح ”اليدومي” في تصريح صادم: مفاوضات مسقط يمثل مليشيات الحوثي ولا يوجد من يمثل الشرعية!

ما الذي تعنيه الديمقراطية للشعوب المغلوبة؟!

للديمقراطية عند الشعوب المغلوبة التي تعاني من الاستبداد وفوضى الحروب والصراعات معنى يتجاوز نجاح هذا الطرف أو ذاك في الانتخابات ، ويتجاوز سياساته .. بتجاوز الأشخاص .. يمعن النظر في طبيعة المؤسسة السياسية وقدرتها على الصمود في وجه تحديات الديمقراطية .

الانتخابات هي محصلة التطور السياسي والثقافي والاجتماعي لأي مجتمع ، ونزاهتها تعبر عن قناعة النظام السياسي والقوى السياسية ، ونخب المجتمع ، والشعب عامة بالديمقراطية ؛ أي الاعتراف بحق الشعب في أن يختار من يحكمه باعتباره مالك السلطة ومصدرها .

في تركيا رأينا كيف أن الحاكم والمعارضة ومعهما منظمات المجتمع المدني والشعب خاضوا تجربة ديمقراطية تحت وطأة التاريخ بحاضره المثقل بالمئوية التركية والمستقبل المستبشر بها ، أي أن هناك نظام سياسي أخذ يتشكل بقواعد الديمقراطية التعددية ، وأصبح ، إلى حد كبير ، ضامناً لاستمرارها بكل ما يوفره من شروط وديناميات تتصدرها معارضة تمثل ما يقرب من نصف السكان . وهي تجربة صنعها جميع هؤلاء مع اختلاف سياساتهم وتوجهاتهم .

اختلاف ، وتنوع ، وتعدد ؛ منتصر بالشعب ومهزوم بالشعب أمر لا ينتقص من قيمة الأمة بل يضعها في الإطار الصحيح حيث تستمد الصورة بهاءها وجمالها من الألوان التي تشكل تلك الصورة .

ومعه لا بد من النظر إلى هذه العملية من الزاوية التي تعني أن استعادة الشعوب للسلطة ، لتصبح مالكها ومصدرها ، هو ما يجب التفكير فيه ، وأن تتحول هذه التجارب الى مصد إلهام للشعوب المغلوبة على أمرها لا الى ضجيج التعصب الذي تمارسه النخب لهذا الطرف أو ذاك بحسابات يغفلون فيها خطورة شراك التعصب حينما لا تمكن المرء من رؤية إلا ما يرغب في رؤيته ، أو أن يفهم فقط ما لا يتعبه التفكير في قراء محتواه .

في هذه التجارب هناك ما يجب أن نختاره وننحاز إليه وهو : الديمقراطية ، لا الفائز في الانتخابات ، الفائز حالة متغيرة ، لكن الديمقراطية هي منظومة إدارة حياة بكل ما فيها من تناقضات واختلافات حيث الجميع مسئول عن نجاحها باعتبارها مجموعة القواعد الدستورية والقانونية ومنظومة القيم الأخلاقية والثقافية التي تنتظم في إطارها هذه الحياة ومتغيراتها وثوابتها ، جميعهم حملوا وطنهم إلى مسار الحرية ، وهو المسار الذي لا يمكن لأي قوة أن تجرهم إلى خارجه سوى تلك التي لا تربط هذه العمليات التاريخية بنضوج أسبابها الموضوعية ، وإنما بالطارئ الذي تعتقد أن بقاءها مرهون به .. وفي مثل هذا الاعتقاد تتجلى مأساة أمم خسرت الفرصة بانتظار الاستثنائي ، أو الرمز أو المهدي .