وزير إسرائيلي يطلق الرصاص في صدر نتنياهو وصواريخ الحوثي ليست السبب

حالة من الهستيريا والخوف والهلع والرعب يسيطر على الشعب الإسرائيلي، وغليان في كل المدن الإسرائيلية، ولم يعد أحد يرغب في بقاء بنيامين نتنياهو على كرسي مجلس الوزراء، والمطالبة بتنحيته والاطاحة به تتزايد يوما بعد يوم، سواء على المستوى الشعبي أو على مستوى القيادات العسكرية والسياسية، بل وتجاوز الأمر الداخل الإسرائيلي، فالإدارة الأمريكية في البيت الأبيض، سواء في عهد بايدن أو ترامب يتفقون مع الشعب الإسرائيلي بأن بقاء نتنياهو في السلطة سيكون كارثيا ومدمرا على حاضر ومستقبل الدولة العبرية، ولا حل الا بحكومة إسرائيلية جديدة تصحح الأخطاء الكارثية لحكومة نتنياهو التي تجمع كل المتطرفين، من ذوي الأفق الضيق.
والمحصلة ان الجميع، داخل وخارج إسرائيل وصلوا إلى قناعة راسخة بان الخطوات الجنونية والحروب التي يشعلها هنا وهناك، لن تحقق لهم الأمن والامان، بل حولت حياتهم إلى جحيم. فلا هو استطاع ان يوقف صواريخ الحوثي، وكذلك فشل فشلا ذريعا في القضاء على المقاومة الفلسطينية ونزع سلاحها، كما أضاع فرصة ذهبية لاستعادة
الرهائن سالمين إلى منزلهم، وبات الجميع يدركون بما لا يدع مجالا للشك إن بقاء مجرم الحرب نتنياهو على رأس السلطة مع حكومته المتطرفة سيؤدي إلى أمرين لا ثالث لهما،
أما ان تفرغ إسرائيل من السكان لأن المستوطنين الإسرائيليين سيعودون إلى بلدانهم التي قدموا منها، وأما ان يقودهم للهاوية والنهاية الكارثية والخاتمة السوداء،، وبالتالي فكل إسرائيلي يرى انه لا مناص من الاطاحة به هو وحكومته الفاشية المتطرفة، والمجيء بحكومة معتدلة تمنح الفلسطينيين حقهم المشروع ويعيش الجميع بسلام.
وقد فجر وزير الدفاع الإسرائيلي "يوآف غالانت" مفاجأة من العيار الثقيل، احدثت هزة كبيرة وزلزال مرعب في اوساط كل الإسرائيليين بشكل عام، والجيش الإسرائيلي على وجه الخصوص، وكشفت قناة الجزيرة القطرية ان وزير الدفاع الإسرائيلي السابق غالانت تمكن من الانتقام من رئيس الوزراء نتنياهو الذي قام بإقالته من منصبه في وقت سابق، وبطريقة كارثية هزت الاوساط السياسية وستقلب حياة مجرم الحرب نتنياهو الى جحيم لا يطاق.
وفي هذا السياق تحدث الخبير العسكري اللواء "فايز الدويري" لقناة الجزيرة القطرية قائلا "إن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت أطلق الرصاص على صدر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، عندما تحدث عن عدم وجود أدلة على تهريب أسلحة إلى قطاع غزة عبر محور صلاح الدين (فيلادلفيا) الحدودي مع مصر" ولفت اللواء الدويري إن هذه ليست الكذبة الأولى ولن تكون الأخيرة في هذه الحرب، وقال الدويري إن المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي "دانيال هاغاري" كذب بشأن أعداد مصابي الجيش خلال هذه الحرب.
الضربة القاضية التي تلقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليست بسبب صواريخ الحوثي التي اقضت مضاجع الإسرائيليين، وحرمتهم من النوم والعيش الهانيء، وحولت حياتهم إلى جحيم، وانما جاءت عندما كان يقرع طبول الحرب مع مصر، عن طريق الأكاذيب وتأجيج الرأي العام في إسرائيل، بأن مصر هي العدو الأول، ثم قام بتسريب صور لأنفاق يؤكد فيها إن مصر هي التي تمد المقاومة الفلسطينية بالسلاح ، ونشر ذلك في مختلف وسائل الإعلام الإسرائيلية، وقد سارع حينها كبار القادة الإسرائيليين من المدنيين والعسكريين بتحذيره من اللعب بالنار وإن المواجهة مع مصر ستكون كارثية على الشعب الإسرائيلي، لكنه استمر في أكاذيبه، وعندها قرر وزير الدفاع ومجرم الحرب " يوآف غالانت" ان ينتقم منه بطريقة وصفها اللواء الدويري، بتعبير جميل وشبهها بانها عملية إطلاق رصاص في صدر نتنياهو.
فقد أكد غالانت (( الذي أقاله نتنياهو من منصبه في شهر نوفمبر الماضي )) في تصريحات نقلتها عنه هيئة البث الإسرائيلية- إن الصورة التي نشرها الجيش الإسرائيلي كانت كاذبة، وإنها استُخدمت حينها لتسويق وجود أنفاق في المنطقة لتضخيم أهمية طريق فيلادلفيا ولتأخير صفقة تبادل المحتجزين.
هذه الحقيقة التي كشفها الوزير الإسرائيلي، ستزلزل الأرض من تحت أقدام نتنياهو وتحول حياته إلى جحيم، فحجم الاحتجاجات داخل إسرائيل للمطالبة بالإفراج عن الرهائن ووقف الحرب سيزداد ضراوة ، وستتسع رقعتها، بالإضافة إلى ان هناك تحركات عسكرية كبيرة تعارض الحرب، فقد رفض طيارون إسرائيليون المشاركة في الحرب، كما قدم عدد كبير من ضباط الاحتياط في الجيش الإسرائيلي عريضة تدعوا لوقف الحرب وإعادة الرهائن إلى أهلهم، وبات الجميع يدرك ان الحرب في غزة ليس دفاعا عن إسرائيل، وإنما هي حرب لكي يبقى "النتن" في كرسي رئاسة الوزراء.