المشهد اليمني
الجمعة 5 يوليو 2024 01:23 صـ 28 ذو الحجة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
السعودية تدعو لنشر قوة دولية في غزة بقرار أممي لدعم السلطة الفلسطينية قيادة دفاع شبوة ترسل وسطاء قبليين لأسرة طبيب قتلته وتعرض التحكيم القبلي مأساة في مخيم للنازحين بحجة: طفل يلقى حتفه ووالداه في حالة حرجة إثر حريق منزل العثور على ثلاثة قبور لجثث مدفونة بمنطقة خالية في عدن ومصادر تفجر مفاجأة بشأن مصير المقدم الجعدني ”الحوثي رضخ مجبراً واستجاب للضغوطات”... الوية العمالقة تكشف عن تطورات مشاورات مسقط ”خلل داخلي وزيارات متكررة: صحفي يشن هجوما على مسؤول حكومي يزور صنعاء دائما” ردود مصرية غاضبة على دعوة وزير إسرائيلي لاحتلال سيناء: سنتجه لدعم المقاومة ”دونها ستظل العبودية مستمرة”...نائب مقرب من الحوثيين يتحدث عن صرف المرتبات قصة مرعبة تُثير القلق: فتاة تُفضح زواجها من ”وحش” يُطلقها حاملًا ومحامي يطالب بحمايتها! نادي سيئون يعلن تعليق الأنشطة الرياضية ويُغلق بواباته دعماً لوقفة احتجاجية الكشف عن الثمن الذي قبضه الوفد الحوثي في مفاوضات مسقط للإفراج عن طائرات اليمنية المحتجزة والشرعية توافق بعد حملات المقاطعة ..يمن موبايل تُدخل السرور على قلوب عملائها بباقات نت جديدة بأسعار مُخفضة!

ما وراء تعيين ”سفير” للنظام الإيراني لدى جماعة الحوثي

ظل البعض يجادل ويشك، بحماقة، حينما كان يجري الحديث عن تدخل إيران لزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن، وعن أن الحوثيين مجرد أدوات على هذا الطريق ضمن أدوات منتشرة في المنطقة، سخّرت نفسها لصالح مشروع طائفي تفكيكي هدفه إرباك الشعوب العربية وضرب تماسكها وعمقها الوطني.

عملت إيران طوال السنوات الماضية على إنكار أي دور لها في اليمن، مستهلكة كل ما يقدمه هؤلاء من أدلة تشكيك يجري تسويقها في الدوائر الدبلوماسية الاجنبية على صعيد واسع، حتى أن البعض كان يسأل عن دليل ملموس على "الادعاء" بتدخلها إلى جانب الحوثيين.

وكان تعيين "سفير" لجماعة الحوثي لدى طهران بداية كشف الأوراق على نطاق أوسع، غير أنه سرعان ما جُمّد الموضوع إعلامياً لامتصاص أي رد فعل، بالرغم من استمرار التعيين. حينذاك كانت إيران تدرس ردود فعل المجتمع الدولي تجاه خرقها لقرارات الأمم المتحدة وتحديها لإرادة اليمنيين بتدخلها الفج في شئونهم الداخلية.

بتجميد الموضوع إعلامياً تضاءلت ردود الفعل، لكن التعيين تم، وشكل خرقاً لقرارات المجتمع الدولي، رافقه صمت عجيب.

كان اتفاق استوكهولم قد استلزم تهدئة على الصعيدين العسكري والسياسي بعد أن تعرض الحوثيون في جبهة الحديدة لضغوط عسكرية كبيرة، فضلت معه إيران أن تختفي من المسرح السياسي وأن تلعب على المسرح العسكري بتغيير معادلات هامة على الارض. وكان خرق الحوثيين لاتفاق استوكهولم القاضي بتوفير الشروط الضرورية لمواصلة وقف الحرب في كل الجبهات وصولاً إلى ترتيبات ملائمة لعملية السلام بمثابة استجابة لحاجة إيران المتعلقة بدوافع خاصة بترتيب أوضاعها الدولية بعد وقف العمل باتفاقية مشروعها النووي من قبل أمريكا، والتشكيك في نواياها بوقف انتاج القنبلة الذرية مستفيدة من الثغرات التي شملها الاتفاق.

وكان مقتل سليماني قد حرك لدى الإيرانيين نزعة توسيع الاضطرابات في المنطقة باعتقاد أن ذلك سيدفع قوى عديدة، مراعاة لمصالحها في هذه المنطقة، أن تضغط باتجاه تسويات تكون قاعدتها حماية المصالح الايرانية. وشهدتا حينذاك العمليات العسكرية المغامرة التي اتجهت شرقاً باتجاه نهم والجوف وانكسرت في مارب، مثلما سبق وانكسرت في الضالع.

انكسار الحوثيين في مأرب والضالع قلب الطاولة على ايران، وخاصة حينما أخذت جماعة الحوثي تتخبط، ويشتد الضغط عليها على أكثر من صعيد، وهو ما حدا بالنظام الايراني إلى استخدام آخر أوراقه واللعب على المكشوف بتهريب أحد جنرالاته الى صنعاء لتسميه "سفير" بينما مهمته هي إدارة التمرد الذي بدأ يتفكك وتنخر الصراعات أجنحته المتعددة.

لا تكمن المسألة هنا في انتهاك النظام الإيراني للقانون الدولي وقرارات الامم المتحدة، فهذا مما لا توليه إيران اهتماما منذ أن بدأت بتوريد السلاح والإعداد لإغراق اليمن في كارثة الانقلاب والحرب، المسألة هي أن إيران قررت أن ترمي بكل ثقلها لتحدي إرادة اليمنيين في إحلال السلام والاستقرار وبناء دولتهم.

ما قامت به إيران هو تحدٍ ينم عن خطة لاتباع خطوات تصعيدية قادمة، هذا التحدي الذي لا يجب أن تتوقف مواجهته عند مستوى مطالبة المجتمع الدولي بالإدانة وإنما في العمل على تغيير المعادلة.

لا بد أن ندرك أن هذه الخطوة ستفتح ثغرة في جدار المواجهة، ستتسلل منها تحديات كثيرة، ما لم تكن المواجهة معها بنفس التحدي الذي تريد به إيران أن تقهر الشعب اليمني لتفرض هيمنتها على أرضه.