المشهد اليمني
الجمعة 5 يوليو 2024 01:15 صـ 28 ذو الحجة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
قيادة دفاع شبوة ترسل وسطاء قبليين لأسرة طبيب قتلته وتعرض التحكيم القبلي مأساة في مخيم للنازحين بحجة: طفل يلقى حتفه ووالداه في حالة حرجة إثر حريق منزل العثور على ثلاثة قبور لجثث مدفونة بمنطقة خالية في عدن ومصادر تفجر مفاجأة بشأن مصير المقدم الجعدني ”الحوثي رضخ مجبراً واستجاب للضغوطات”... الوية العمالقة تكشف عن تطورات مشاورات مسقط ”خلل داخلي وزيارات متكررة: صحفي يشن هجوما على مسؤول حكومي يزور صنعاء دائما” ردود مصرية غاضبة على دعوة وزير إسرائيلي لاحتلال سيناء: سنتجه لدعم المقاومة ”دونها ستظل العبودية مستمرة”...نائب مقرب من الحوثيين يتحدث عن صرف المرتبات قصة مرعبة تُثير القلق: فتاة تُفضح زواجها من ”وحش” يُطلقها حاملًا ومحامي يطالب بحمايتها! نادي سيئون يعلن تعليق الأنشطة الرياضية ويُغلق بواباته دعماً لوقفة احتجاجية الكشف عن الثمن الذي قبضه الوفد الحوثي في مفاوضات مسقط للإفراج عن طائرات اليمنية المحتجزة والشرعية توافق بعد حملات المقاطعة ..يمن موبايل تُدخل السرور على قلوب عملائها بباقات نت جديدة بأسعار مُخفضة! صحفي سعودي يكشف عن جهود المملكة الكبيرة في دعم اليمن: أكثر من 229 مشروعاً ومبادرة تنموية

الموعد بيننا بعد الخير

د.ياسين سعيد نعمان
د.ياسين سعيد نعمان

كانت بلاد الصبيحي التي تمتد من كرش شرقاً حتى باب المندب غرباً تتبع السلطنة العبدلية بلحج . وكانت مقسمة إدارياً إلى مراكز ثلاثة هي كرش ، طور الباحة ، والشط . غير أن مركز طور الباحة كان الادارة الرئيسية التي يطلق عليها الأهالي "الحكومة"، وفيها نائب للسلطان ، يعد السلطة العلياء ويد السلطان من حيث اختصاصاته وصلاحياته ، إضافة الى وجود المحكمة الزراعية والمحكمة الشرعية ، ناهيك عن السوق الاسبوعي " يوم السبت" الذي يشكل جامعاً لكل قبائل الصبيحة .

لم يحدث أن زار أي من سلاطين لحج بلاد الصبيحي .. وكان السلطان يخصص يوماً في السنة لاستقبال عقال ووجهاء ومشايخ الصبيحة، فيأتي أي منهم الى الحوطة، حيث المبنى الرئيسي للسلطنة ويسمى "مجلس المديرين "، وذلك في عهد السلطان فضل ابن علي آخر سلاطين لحج ، ويقدم رسالته التي يؤكد فيها وصوله لزيارة السلطان الى مدير مكتبه . ثم ينتظر الاذن له بالدخول أو تحديد موعد .

كان مدير المكتب يتفنن في تعذيب القادمين لزيارة السلطان ، وكان الشيخ علي محمد العطري (روح بلاد الصبيحي) من الذين لا يقبلون هذا الوضع .

انتظر ذات مرة المقابلة، وبعد مرور أيام جاء إلى مكتب المدير وترك له رسالة عند الفراش ، وركب القعود وغادر الحوطة عائدا الى منطقته .

من دون أن يقرأ مدير المكتب الرسالة قدمها مع جملة الرسائل إلى السلطان ، فقرأها السلطان وفيها :

وا مصطفى خطي وين وديته

خطي ، أمانة .. كرهت أو حبيت

إن كان قصدك على الطمع قل لي

جيب امحوالة وشل ما شليت .

استدعى السلطان مدير مكتبه مصطفى وطلب منه أن يبحث عن الشيخ العطري ويدخله فوراً ، لكن العطري كان قد رحل . أبرقوا إلى نائب السلطان في طور الباحة يومذاك "عبد المنتصر " أن يرسل في طلبه ويبعثه إلى لحج فوراً .

احتار النائب في هذا الطلب ، ولم يستطع أن يفسره عما اذا كان طلب "أمان" أم طلب "غرم" . فإذا كان طلب أمان يكون الرسول إلى المطلوب بمثابة (نابي) ، وغير مسلح ، أما إذا كان طلب غرم فلا بد أن يكون الرسول مسلح .

ولمنزلة الشيخ علي محمد العطري قرر نائب السلطان ، وتحت مسئوليته ، ان يكون الطلب طلب أمان ، فجاء الرسول بالطلب ، وركب الشيخ العطري قعوده متوجها صوب طور الباحة . وبينما كان الرسول يسير على قدميه كان  هو ممتطياً قعوده ( البحري) .

توقف الشيخ العطري فجأة ، وأناخ القعود وترجل من عليه .. ثم التفت نحو الرسول وقال :

أمرعوي راكبو والحكومة تسيرو ، والله ما سبرت !!

ثم قال للرسول اركب ، وأمسك بخطام القعود يقوده حتى وصل إلى طور الباحة . وعندما قال له النائب ان السلطان يطلبك ، رد عليه : قل للسلطان البلاد ممطورو ، وسقيو ، والبوش في نفاخة شاردو من المطر . والموعد  بيننا بعد الخير .