المشهد اليمني
الجمعة 5 يوليو 2024 01:32 صـ 28 ذو الحجة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
”هل أصبح التعليم في صنعاء رفاهية؟ ارتفاع جنوني لرسوم المدارس الخاصة” السعودية تدعو لنشر قوة دولية في غزة بقرار أممي لدعم السلطة الفلسطينية قيادة دفاع شبوة ترسل وسطاء قبليين لأسرة طبيب قتلته وتعرض التحكيم القبلي مأساة في مخيم للنازحين بحجة: طفل يلقى حتفه ووالداه في حالة حرجة إثر حريق منزل العثور على ثلاثة قبور لجثث مدفونة بمنطقة خالية في عدن ومصادر تفجر مفاجأة بشأن مصير المقدم الجعدني ”الحوثي رضخ مجبراً واستجاب للضغوطات”... الوية العمالقة تكشف عن تطورات مشاورات مسقط ”خلل داخلي وزيارات متكررة: صحفي يشن هجوما على مسؤول حكومي يزور صنعاء دائما” ردود مصرية غاضبة على دعوة وزير إسرائيلي لاحتلال سيناء: سنتجه لدعم المقاومة ”دونها ستظل العبودية مستمرة”...نائب مقرب من الحوثيين يتحدث عن صرف المرتبات قصة مرعبة تُثير القلق: فتاة تُفضح زواجها من ”وحش” يُطلقها حاملًا ومحامي يطالب بحمايتها! نادي سيئون يعلن تعليق الأنشطة الرياضية ويُغلق بواباته دعماً لوقفة احتجاجية الكشف عن الثمن الذي قبضه الوفد الحوثي في مفاوضات مسقط للإفراج عن طائرات اليمنية المحتجزة والشرعية توافق

رسالة التنصيب

د.ياسين سعيد نعمان
د.ياسين سعيد نعمان

الرسالة التي وجهها رئيس النظام الايراني الجديد بابراز لقائه بوفد جماعة الحوثي ، وما رافق ذلك من تصريحات غير مسئولة بشأن النصر الذي حققته مليشياتها في اليمن إنما تتمحور حول مسألة واحدة وهي استبعاد السلام في اليمن من الأجندة الإيرانية وتكريس وكلائها كقوة نافذة ومسخرة لمهام تتعلق بأمنها القومي قبل أي شيء آخر ، مما يعني أن خيار السلام لم يعد محمولاً بأي رافعة يمكن الاعتماد عليها في تحقيقه إلا في حالة واحدة وهي فرضه بتغيير معادلات القوة .
ومما يجعل الرسالة أكثر وضوحاً ، وتثير أكثر من سؤال في نفس الوقت ، هو أن معظم دول "التحالف" كانت حاضرة تنصيب رئيس النظام صاحب المشروع الذي استهدف ، ولا يزال ، الاستقرار في هذه البلدان بتسويق مشروعه الانقسامي الطائفي عبر وكلائه الذين سلحهم ومولهم وقذف بهم إلى وسط مجتمعاتهم ليقوموا بوظيفتهم المزدوجة ، إضعاف وارهاق دولهم بالحروب ، وحماية نظام الملالي الايراني بتوسيع مساحات الاشتباك كلما تطلب الأمر ذلك .
الرسالة تقول إن السلام بيد إيران وحدها ، ويمكننا أن نستنتج ذلك من واقع التحركات التي سبقت الانتخابات الايرانية ، والتي تجمدت بعد ذلك بانتظار التنصيب وما سيسفر عنه من سياسات جديدة .
في هذه الأثناء يستمر الهجوم على مقاومة الانقلاب الحوثي بحق وباطل من أكثر من كوة سياسية واعلامية ، بما في ذلك الخلافات السياسية الداخلية ، والبحث عن كبش فداء كما هي العادة .. ولا هدف لذلك غير سحقها في الوعي المجتمعي المحلي ، والاقليمي، والدولي لتمرير مشاريع استسلام لا يمكن تجاهلها . وللاسف فإن المدماك السياسي للشرعية ممثلاً في قواها السياسية يتداعى بانقسامات وتوجهات انقسامية تحت مسميات مختلفة بصورة لا تدل على أنه يدرك مخاطر هذا الوضع الذي يحول فيه الحوثي صراعه مع اليمنيين من سياسي إلى صراع "وجود" بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .
لا خيار أمام هذه القوى سوى البحث في تغيير معادلة القوة ، والتي بدونها ستواصل مشاريع التسوية المذلة مشوارها .
تغيير معادلات القوة ليس مستحيلاً ، ولا صعباً ، إذا استطاعت القوى السياسية والاجتماعية المناهضة للمشروع الحوثي الانقلابي التخلص من الذاتيات التي شرذمتها وأخذت تدفع البعض إلى البحث عن ملاذات تغلب فيها الخلاف السياسي فيما بينها على الصراع الوجودي مع مليشيات الحوثي التي أخذت تعيد تشكيل نفسها كبديل للجميع .
آن الأوان لوضع "خارطة طريق" لإعادة تعبئة هذه القوى على قاعدة تأجيل الخلافات السياسية لمواجهة الصراع الوجودي الذي يصر عليه الحوثي المدعوم من النظام الايراني.
ستكون القدرة على وضع خارطة طريق تستوعب كل القوى المقاومة لهذا المشروع التدميري بمثابة اختبار حقيقي لأهليتها لمواصلة المقاومة ، وإلا فإن التسوية ستبقي اليمن رهناً لحروب متواصلة قادمة .