حينما تتهيأ فرصة نادرة للفرح.. توظيف المقدس لتقسيم المجتمع اليمني
![د.ياسين سعيد نعمان](https://media.almashhad-alyemeni.com/img/21/08/08/16284339408082024.jpeg)
حتى حينما تتهيأ لهم فرصة نادرة للفرح فإنهم يفرون منها إلى كآبة الأحزان .
لا يثقون في الفرح قدر ثقتهم بالحزن ، لا لشيء إلا لأن كل معطيات الحياة قد تجعدت بفعل الصراعات ، والحروب ، والاستبداد ، والفساد ، والعصبية ، والعنصرية ، وتوظيف المقدس لتقسيم المجتمع بين سيد ورعوي ، وآمر ومطاع، وغني وفقير ، ومفتي ومنصاع .
يعرفون انه لا مكان للفرح في حياتهم طالما ظل هناك من يقبض على زناد المقدس ليقتل الفرحة التي قد ترمي بها الحياة ، ولو لساعات ، في طريقهم .
يكمن جذر المشكلة في أن حكم الاستبداد ينتج معادلاته الموضوعية التي تليق به وتجسد قيمه ، وهي التي ترثه حينما تتراخى قبضته ، ولا يدرك وهو يوظفها لقمع المجتمع المدني والحريات ، بتوظيف خاطئ للمقدس ، أنه يشحن المجتمع بالأسباب والعوامل التي تمزقه وتفككه ، وانه يلوثه بقيم الصراع والحروب ، وأنه يصيغ نهايات يغرق فيها الجميع في حفر الحزن والألم والمعاناة ، وهي حفر لا تسمح برؤية الجانب الآخر من الحياة بما فيها من فرص للخروج من المأزق .
لا نستطيع أن نرى ذلك الجانب إلا باصلاح جذري لذلك المقدس ، وفي المقدمة تخليصه من السلاح الذي يخدم الاستبداد ، ويحوله إلى أداة قمع ، على غير ما بشر به ذلك المقدس الحكيم ( وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به ) . صدق الله العظيم