المشهد اليمني
الجمعة 5 يوليو 2024 01:16 صـ 28 ذو الحجة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
قيادة دفاع شبوة ترسل وسطاء قبليين لأسرة طبيب قتلته وتعرض التحكيم القبلي مأساة في مخيم للنازحين بحجة: طفل يلقى حتفه ووالداه في حالة حرجة إثر حريق منزل العثور على ثلاثة قبور لجثث مدفونة بمنطقة خالية في عدن ومصادر تفجر مفاجأة بشأن مصير المقدم الجعدني ”الحوثي رضخ مجبراً واستجاب للضغوطات”... الوية العمالقة تكشف عن تطورات مشاورات مسقط ”خلل داخلي وزيارات متكررة: صحفي يشن هجوما على مسؤول حكومي يزور صنعاء دائما” ردود مصرية غاضبة على دعوة وزير إسرائيلي لاحتلال سيناء: سنتجه لدعم المقاومة ”دونها ستظل العبودية مستمرة”...نائب مقرب من الحوثيين يتحدث عن صرف المرتبات قصة مرعبة تُثير القلق: فتاة تُفضح زواجها من ”وحش” يُطلقها حاملًا ومحامي يطالب بحمايتها! نادي سيئون يعلن تعليق الأنشطة الرياضية ويُغلق بواباته دعماً لوقفة احتجاجية الكشف عن الثمن الذي قبضه الوفد الحوثي في مفاوضات مسقط للإفراج عن طائرات اليمنية المحتجزة والشرعية توافق بعد حملات المقاطعة ..يمن موبايل تُدخل السرور على قلوب عملائها بباقات نت جديدة بأسعار مُخفضة! صحفي سعودي يكشف عن جهود المملكة الكبيرة في دعم اليمن: أكثر من 229 مشروعاً ومبادرة تنموية

بيت القصيد في معادلة السلم والحرب

د.ياسين سعيد نعمان
د.ياسين سعيد نعمان

هل تفضل أن تكون مواطناً أم " متسيداً" ؟
الجواب : اذا كنت تفضل أن تكون مواطناً ، فهذا يعني أنك مستعد للتفاهم مع بقية المجتمع على بناء دولة المواطنة بالاستناد إلى قاعدة المساواة أمام القانون . يعني أنك مستعد لأغلاق ملف الحرب والصراعات الدموية ، وأن كل ما تطمح إليه هو سلام يتيح لك الحياة والأمن والعدل واحترام حقوقك في العمل والترقي والحكم واختيار اسلوب حياتك ، وربما طريقة موتك .
أما إذا كنت تصر على أن ترى نفسك "متسيداً" ، على أي نحو كان ، فهذا يعني أنك مصمم على أن تغرق هذا البلد في الحروب والصراعات ، وأن السلام بالنسبة لك هو أن يقبل بك المجتمع " متسيداً" ، وأن المجتمع بالنسبة لك هو حشد من الرعية ، وأن الدولة هي صولجان السلطة والتسلط ، وأن القانون هو ما يصدر عنك من تعليمات .. أي انك باختصار مشروع حرب دائم .
الذين تقمصوا " التسيد" من مواقع مختلفة ومن منطلقات متنوعة ، كانوا وسيظلوا دعاة حرب ، ينتصرون تارة ، ويهزمون تارة أخرى . والبلد الذي يتقلب في رداء " التسيد" ، ولا يستطيع الانتقال إلى قيم المواطنة لا يمكن له أن يستقر وينعم بالسلام ، لأن هذا النظام الاجتماعي لا يعترف بالحقوق الطبيعية والسياسية للانسان ، وتحميه قوى غاشمة ، تتفق على حمايته وتختلف وتتصارع على الظفر بقيادته .
التاريخ السياسي لليمن في جانب كبير منه هو صراع " التسيد" للظفر بقيادة المجتمع : سلالات بدم أزرق ترى أنها متميزة عن غيرها من الشعب بالحسب والنسب والأحقية في الحكم ، وجاهات اجتماعية فشلوا في أن يكونوا سادة أنفسهم فتورطوا في" تسيد" مجتمعاتهم عبر حروب أفسدوا بسببها قيام الدولة ، وغيرهم ممن قادوا الثورات عبر الانقلابات العسكرية لم يستوعبوا حقيقة أن بناء الدولة يبدأ بانشاء نظام صحيح للمواطنة فاتجهوا نحو " التسيد" بالمعنى الذي جعل منهم مجرد مقلدين لأسوأ نماذج "التسيد" التي انتجتها التجارب التاريخية لهذه المجتمعات .
هذا السؤ ال هو ما يجب ان تكون الاجابة عليه واضحة لنعرف ما إذا كنا قريبين من السلام الذي يحقق الاستقرار الدائم لبلدنا .
سؤال بسيط ، لكن الإجابة عليه معقد بقدر ما في تاريخنا من حكايات .
ومع ذلك فإن الاجابة عليه هي بيت القصيد في معادلة السلم والحرب .