المشهد اليمني
الجمعة 5 يوليو 2024 01:16 صـ 28 ذو الحجة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
قيادة دفاع شبوة ترسل وسطاء قبليين لأسرة طبيب قتلته وتعرض التحكيم القبلي مأساة في مخيم للنازحين بحجة: طفل يلقى حتفه ووالداه في حالة حرجة إثر حريق منزل العثور على ثلاثة قبور لجثث مدفونة بمنطقة خالية في عدن ومصادر تفجر مفاجأة بشأن مصير المقدم الجعدني ”الحوثي رضخ مجبراً واستجاب للضغوطات”... الوية العمالقة تكشف عن تطورات مشاورات مسقط ”خلل داخلي وزيارات متكررة: صحفي يشن هجوما على مسؤول حكومي يزور صنعاء دائما” ردود مصرية غاضبة على دعوة وزير إسرائيلي لاحتلال سيناء: سنتجه لدعم المقاومة ”دونها ستظل العبودية مستمرة”...نائب مقرب من الحوثيين يتحدث عن صرف المرتبات قصة مرعبة تُثير القلق: فتاة تُفضح زواجها من ”وحش” يُطلقها حاملًا ومحامي يطالب بحمايتها! نادي سيئون يعلن تعليق الأنشطة الرياضية ويُغلق بواباته دعماً لوقفة احتجاجية الكشف عن الثمن الذي قبضه الوفد الحوثي في مفاوضات مسقط للإفراج عن طائرات اليمنية المحتجزة والشرعية توافق بعد حملات المقاطعة ..يمن موبايل تُدخل السرور على قلوب عملائها بباقات نت جديدة بأسعار مُخفضة! صحفي سعودي يكشف عن جهود المملكة الكبيرة في دعم اليمن: أكثر من 229 مشروعاً ومبادرة تنموية

عندما تشبه الجريمة صاحبها

تتصاعد جرائم المليشيات الحوثية وتتنوع لتعكس الشبق الذي تملك قادتها لرؤية الدم والأشلاء وهي تتطاير في الهواء محمولة بشظايا الصواريخ البالستية التي يفجرون بها المنازل على رؤوس ساكنيها .

جرائم تشبه أخلاق مرتكبيها ، لا يمكن فصل الجريمة هنا عن الانفعالات التي تتحكم في صاحبها بفعل التكوين الثقافي والسيكولوجي والتعبئة والتحريض التي كانت سبباً في تشكيل كل هذا الحقد والكراهية تجاه المنطقة التي قاومت الكهنوت ومرغته في التراب ، وألهمت الأجيال حب الحرية ومقاومة البغي والطغيان . لم يشهد تاريخ الحروب بشاعة كتلك التي تضع بيد مدمني القتل سلاحاً فتاكاً ، لا رقيب عليهم في استخدامه ، أو إلى أين يوجهونه ..

للحروب قواعدها ، وحينما تتجاوز هذه القواعد ، على النحو الذي تمارسه هذه المليشيات اليوم في مارب والجوبة وجبل مراد وقبلها العبدية وغيرها من جبهات القتال ، فإنها لا تصبح عبثية فقط وإنما جرائم حرب لا ولن تسقط بالتقادم ، لأن الدمار الذي تحدثه لا يتوقف عند الكيان المادي الذي تستهدفه وإنما يمتد ببشاعته ليرسم في الوعي المجتمعي خارطة تكثف المعنى الشاذ الذي يقف وراء هذه القوة البليدة والطائشة .

ما تقوم به المليشيات الحوثية من جرائم في هذه المنطقة ، التي تشكل عمق الجمهورية وحزام خصرها الذي طالما حافظ على تماسكها في مواجهة تقلبات الزمن ومتغيرات الحياة ، إنما يعكس مكانتها الخاصة في اللاوعي عند هذه الجماعة من حيث صلابتها في التصدي لمشروع الإمامة السلالي الكهنوتي ، حتى أن " تكسيرها" يصبح استحقاقاً ببعد انتقامي ، وهو الاستحقاق الذي يحعل ارتكاب الجريمة في هذه المنطقة ، بالصورة الدموية البشعة التي رأيناها في أكثر من حالة ، مسألة تعانق "البطولة" لدى مرتكبيها ممن تعفر وعيهم بتلك التعبئة الخاطئة .

في كل ركن ، وفي كل زاوية من الأرض زرع الحوثيون فتيلة كراهية بسبب ما ارتكبوه من جرائم ، وهم لا يتورعون من مواصلة السير على هذا الطريق الذي لن يفضي ، في نهاية الأمر، سوى إلى ترسيمهم في جغرافية اليمن وتاريخها كعلامات لقتلة مروا ذات يوم من هنا ، ليس أكثر من ذلك .