المشهد اليمني
الجمعة 5 يوليو 2024 01:13 صـ 28 ذو الحجة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
قيادة دفاع شبوة ترسل وسطاء قبليين لأسرة طبيب قتلته وتعرض التحكيم القبلي مأساة في مخيم للنازحين بحجة: طفل يلقى حتفه ووالداه في حالة حرجة إثر حريق منزل العثور على ثلاثة قبور لجثث مدفونة بمنطقة خالية في عدن ومصادر تفجر مفاجأة بشأن مصير المقدم الجعدني ”الحوثي رضخ مجبراً واستجاب للضغوطات”... الوية العمالقة تكشف عن تطورات مشاورات مسقط ”خلل داخلي وزيارات متكررة: صحفي يشن هجوما على مسؤول حكومي يزور صنعاء دائما” ردود مصرية غاضبة على دعوة وزير إسرائيلي لاحتلال سيناء: سنتجه لدعم المقاومة ”دونها ستظل العبودية مستمرة”...نائب مقرب من الحوثيين يتحدث عن صرف المرتبات قصة مرعبة تُثير القلق: فتاة تُفضح زواجها من ”وحش” يُطلقها حاملًا ومحامي يطالب بحمايتها! نادي سيئون يعلن تعليق الأنشطة الرياضية ويُغلق بواباته دعماً لوقفة احتجاجية الكشف عن الثمن الذي قبضه الوفد الحوثي في مفاوضات مسقط للإفراج عن طائرات اليمنية المحتجزة والشرعية توافق بعد حملات المقاطعة ..يمن موبايل تُدخل السرور على قلوب عملائها بباقات نت جديدة بأسعار مُخفضة! صحفي سعودي يكشف عن جهود المملكة الكبيرة في دعم اليمن: أكثر من 229 مشروعاً ومبادرة تنموية

كيف تعامل جواس مع الأمر العسكري المفخخ عام ١٩٩١

د.ياسين سعيد نعمان
د.ياسين سعيد نعمان

مما سجلته الذاكرة عن الشهيد اللواء جواس ، أنه في عام ١٩٩١ ، أي بعد الوحدة بسنة واحدة تقريباً ، كنت في مكتبي في مجلس النواب مع رؤساء بعض اللجان نحضر لمناقشة ما تبقى من قوانين مؤجلة من قبل لجان الوحدة حين دخل علينا مدير المكتب يقول لي إن قائد اللواء (على ما أذكر ٢٩ ) في ذمار " جواس" يريد التحدث إليك . استغربت الاتصال ، رفعت سماعة التلفون ، وبعد السلام ، والسؤال عن الحال ، قال لي : أنا اتصلت عليك لأنني حاولت أتواصل مع الاخ نائب الرئيس (علي البيض) ولم يوصلوني به . سألته : ايش المشكلة ؟ أجاب ، صدرت ل(اللواء) في ذمار أوامر بالتوجه الى مشرق عنس في زراجة لمواجهة تمرد قبلي هناك ، وهذه ليست مسئولية اللواء . سألته ممن صدرت الأوامر ؟ قال من وزارة الدفاع وبتوجيهات من الرئيس . قلت له ، لماذ لا تتصل بالأخ هيثم وزير الدفاع أو رئاسة الاركان ؟ قال ، اتصلت بوزير الدفاع وقال لي إنه لا يستطيع التدخل في أمر أصدره الرئيس ، القائد الاعلى للقوات المسلحة ، وطلب مني التواصل مع نائب الرئيس ليعالجوا الموضوع فيما بينهم . ثم أضاف جواس قائلاً ، الموضوع خطير وأنا لا استطيع أن أزج باللواء في مواجهة قبلية هي في الأساس من مهمة الأمن ، وفي نفس الوقت من الصعب أن أكسر الأوامر .
قلت له سأتوجه الان الى مسكن النائب ، وكان يسكن في القصر الجمهوري وعلى مسافة لا تستغرق أكثر من خمس دقائق بالسيارة من مقر مجلس النواب الذي كان في نادي ضباط الشرطة .
تحركت الى منزل النائب ، وصادفت عند مدخل باب المجلس عضو البرلمان يومذاك المرحوم الشيخ أحمد عباد شريف وطلبت منه أن يرافقني ، ووافق مشكوراً .. وفي السيارة شرحت له الأمر ، فقال موقف قائد اللواء صحيح لأن إقحام اللواء في مواجهة مسلحة قبلية في غاية الخطورة ، وقد يكون وراء هذا التوجيه فخ أو سوء تقدير .
وصلنا إلى مسكن النائب ، وكان أول من قابلنا محمود الجنيد مساعد مراسم النائب ، وكان شاباً صغيراً جاء به أحمد الشامي الى عند النائب وطلب منه أن يوظفه في مكتبه كمراسيم وقال له إنه سيكون مفيداً له لأنه من أبناء صنعاء .
سألنا الجنيد ، من عند النائب ، أجاب ، عنده اجتماع موسع لمشائخ من حجة من أصحاب عبس ومن المحويت ومن عيال سريح والغولة . طلبنا منه أن يخبره أننا نريده في مسألة مهمة وعاجلة .. خرج إلينا النائب وشرحنا له المشكلة ، وغادرنا .
لا ندري بعد ذلك ما الذي تم ، لكن الذي عرفته في نفس اليوم من بعض أعضاء مجلس النواب في عنس أنه تم الاتفاق على إرسال كتيبة من لواء جواس وكتيبة من الحرس الجمهوري لاحتواء الموقف وليس للمواجهة ، وفعلاً تم احتواء الموقف بدون أي خسائر ، وكان قائد كتيبة الحرس الجمهوري شخص عاقل من بلاد الروس ، قال لقائد الكتيبة التي من لواء جواس ، اذا باشروا بالضرب اطلقوا في الجو بعيد وهذه علامة تفهمها القبائل
رفض جواس الزج باللواء في مواجهة قبلية في تلك المرحلة المبكرة كان دليلاً على حنكة القائد في قراءة المشهد وما يخفيه من ألغام ونتائج ، ناهيك عن معرفته لوظيفة الجيش ، وفوق هذا وذاك حساسية أن يقوم لواء جنوبي بمواجهة قبيلة في الشمال في تلك المرحلة المبكرة من الوحدة .