المشهد اليمني
الجمعة 5 يوليو 2024 01:46 صـ 28 ذو الحجة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
مقرب من الحوثيين : لن ينجح التفاوض ما لم يسمع صوت الأسرى وعائلاتهم ”هل أصبح التعليم في صنعاء رفاهية؟ ارتفاع جنوني لرسوم المدارس الخاصة” السعودية تدعو لنشر قوة دولية في غزة بقرار أممي لدعم السلطة الفلسطينية قيادة دفاع شبوة ترسل وسطاء قبليين لأسرة طبيب قتلته وتعرض التحكيم القبلي مأساة في مخيم للنازحين بحجة: طفل يلقى حتفه ووالداه في حالة حرجة إثر حريق منزل العثور على ثلاثة قبور لجثث مدفونة بمنطقة خالية في عدن ومصادر تفجر مفاجأة بشأن مصير المقدم الجعدني ”الحوثي رضخ مجبراً واستجاب للضغوطات”... الوية العمالقة تكشف عن تطورات مشاورات مسقط ”خلل داخلي وزيارات متكررة: صحفي يشن هجوما على مسؤول حكومي يزور صنعاء دائما” ردود مصرية غاضبة على دعوة وزير إسرائيلي لاحتلال سيناء: سنتجه لدعم المقاومة ”دونها ستظل العبودية مستمرة”...نائب مقرب من الحوثيين يتحدث عن صرف المرتبات قصة مرعبة تُثير القلق: فتاة تُفضح زواجها من ”وحش” يُطلقها حاملًا ومحامي يطالب بحمايتها! نادي سيئون يعلن تعليق الأنشطة الرياضية ويُغلق بواباته دعماً لوقفة احتجاجية

مقاربة من قصص الزمن القديم

" ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون".

ذهب أبناء يعقوب عليه السلام من بلاد الشام إلى مصر ، وقد مسهم وأهلهم الضر ، حاملين "بضاعة مزجاة" ( أي قليلة ولا نفع فيها) يبتغون مبادلتها بطعام وفير يغيثون به قومهم ؛ومن مصر عادوا بالبشارة . كان أخوهم يوسف ، الذي القوه في غياهب الجب ليخل ُ لهم وجه أبيهم ، قد أصبح عزيز مصر ، وصدقت رؤية أبيه الذي تكبد مشقة فراقه كل تلك السنين .

في مقاربة ، لا تتوقف عند حدود الحكاية ، بل تتعداها إلى ما تحفل به الحياة البشرية من وقائع تتماثل ، من حيث الجوهر ، مع ما تجسده من قيم إنسانية حافلة بالتناقضات ، والتي يستلهم منها حقيقة أن إرادة الانسان هي التي تنتصر في نهاية المطاف باعتبارها صنو الحياة واستمرارها ، والمرادف الموضوعي للبقاء في مواجهة عناصر الفناء ، يمكننا تتبع حكايتنا نحن اليمنيين في الوقت الراهن ، وقد تشظينا وتفرقنا ليكبر عدو الحياة الذي أراد بنا وبوطننا شراً .

اليوم وبعد أن شرد اليمنيون داخل بلدهم وفي مختلف آفاق الدنيا أدركت نخبهم السياسية والاجتماعية والعسكرية أن تشظيهم كان السبب الرئيسي في ما حل بشعبهم من كارثة ، فلم يكبر منتج المأساة وصانعها إلا لأنهم تشظوا وتفرقت بهم الأسباب .

الشعب الذي صبر وتحمل وكابد كل ما اقترفوه من أخطاء بحقه عبر سنين طويلة من الصراعات والمؤامرات على بعضهم ( ليخلُ للمنتصر منهم وجه الوطن ) ، فكان أن انهزم الجميع .

لم تمنحهم الحياة " يوسف" ليلم شملهم ويستبدل بضاعتهم المزجاة بالبشارة ، بل هداهم تفكيرهم إلى ضرورة تجميع روافد الحلم باستعادة الوطن من شظايا توزعت في كل أركان المعمورة .

اليوم لا يوجد " يعقوب" يتنبأ بالبشارة عن بُعد ، وإنما هناك شعب أنهكته الحرب تعلم كيف يدرك الصدق ويتفاعل معه ، ولا خيار سوى هذا المسار لاستعادة ثقة الشعب القادر وحده على تحقيق الانتصار على أعداء الحياة .