المشهد اليمني
الجمعة 5 يوليو 2024 01:48 صـ 28 ذو الحجة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل
قيادي حوثي يختطف طبيبة روسية بتهمة قتل زوجته في الحديدة مقرب من الحوثيين : لن ينجح التفاوض ما لم يسمع صوت الأسرى وعائلاتهم ”هل أصبح التعليم في صنعاء رفاهية؟ ارتفاع جنوني لرسوم المدارس الخاصة” السعودية تدعو لنشر قوة دولية في غزة بقرار أممي لدعم السلطة الفلسطينية قيادة دفاع شبوة ترسل وسطاء قبليين لأسرة طبيب قتلته وتعرض التحكيم القبلي مأساة في مخيم للنازحين بحجة: طفل يلقى حتفه ووالداه في حالة حرجة إثر حريق منزل العثور على ثلاثة قبور لجثث مدفونة بمنطقة خالية في عدن ومصادر تفجر مفاجأة بشأن مصير المقدم الجعدني ”الحوثي رضخ مجبراً واستجاب للضغوطات”... الوية العمالقة تكشف عن تطورات مشاورات مسقط ”خلل داخلي وزيارات متكررة: صحفي يشن هجوما على مسؤول حكومي يزور صنعاء دائما” ردود مصرية غاضبة على دعوة وزير إسرائيلي لاحتلال سيناء: سنتجه لدعم المقاومة ”دونها ستظل العبودية مستمرة”...نائب مقرب من الحوثيين يتحدث عن صرف المرتبات قصة مرعبة تُثير القلق: فتاة تُفضح زواجها من ”وحش” يُطلقها حاملًا ومحامي يطالب بحمايتها!

في ذكرى كربلاء

في ذكرى كربلاء ، شارع أكسفورد التجاري بوسط لندن يتشح بالسواد ، مئات الرجال والنساء والأطفال وعشرات السيارات والعربات التي تحمل عبارة ( يا حسين) يبحثون عن قتلة الحسين في مسيرة تتخللها تجمعات متفرقة على أرصفة هذا الشارع المزدحم بالمتسوقين ، والسواح ، والتائهين ، والباحثين عن المتعة وفرص للعيش ..

ومن أمام المركز التجاري الأضخم والأغلى "سيلڤردچ" في شارع اكسفورد يمكن مشاهدة يافطة حمراء نقشت عليها عبارة ( يا حسين) وإلى جانبها تجمع متشح بالسواد ، ومن وسطهم تنبعث أناشيد مثل ، يا حسين لن ننساك ، تختلط مع أصوات أغان تصدر من عربات التك تك السياحية " زيديني عشقاً" لكاظم الساهر ، الى أغنية " يا ما جرى لي " لراشد الماجد ، الى أغنية " انا با تبع قلبي " للفنان الرويشد ، إلى اغنية " وين دارك " لميحد حمد .. وغيرها وسط أبواق السيارات ، وصوت رجل من أصول أفريقية بلغة انجليزية لا تشوبها شائبة يطالب بتحسين ظروف الحياة في هذا البلد no more sickness , no more dirt , no more homeless , ويمر الى جانبه من يقول له no more migrants .. كل هذا والباحثون عن قتلة الحسين وسط هذا الزحام أشبه بمن يبحث لسلعته "البايرة " عن سوق لا يرى رواد هذا السوق فيها سوى مظهراً عابراً مما يشهده هذا الشارع يومياً من مسيرات لا تهتم كثيراً بالماضي ، وإنما بما ينتظر البشرية من مخاطر .

أمام هذا المشهد الذي يتصدره صوت قادم من ماض منقوع بالدم والخذلان ، تتجلى حقيقة ما يخبئه التاريخ من كمائن يراد لها أن تبقى القوة المعطلة لنهوض هذه الأمة .. وما بين "زيديني عشقاً" و"لن ننساك يا حسين" فجوة هائلة تلتهم كل محاولة لمغادرة الماضي المنقوع بالدم إلى مستقبل يرى أكسفورد ، الذي يلتقي فيه العالم ، مكاناً للتفكير في المستقبل لا مكاناً لإعادة انتاج الخديعة .